خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ ٱلَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً
١٠٧
-النساء

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ ٱلَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ } بين الله سبحانه فى هذه الاية ان امر النبوة ليس من طبائع الخلق والخليقة ولا للاكتساب فيه مدخل انما يتعلق باصطفايته ازليته واجتبائه ابديته وبين موضع السهو والنسيان الانسانى وبين ان التنزيه عن الغلط والسهو لا يكون الا لله تعالى وعرقه عجزالخليفة عن ادراك قدس الازلية والخروج عن علة البشرية بالكلية وادبه ليلقى ازمة الامر الى مراد الله ولا يزيد الا ما يريد قال ولا تجادل اى والا تجادل عن الذين يختانون انفسهم وحظوظها على مراد الله ومحبته وخيانتهم مع انفسهم انهم عاهدوا مع الله ان يبتدوا انفسهم اليه ليفعل بها ما يشاء ليربيها بسحن قربته وحلاوة وصلته فلما اعطوا حظوظها نقضوا عهد الاول والقوا انفسهم فى ظلمات هواها حتى بقيت فى الحجاب عن الوصلو الى العهد الاول وهذا غاية الخيانة مع النفس قال بعضهم خيانة النفس ابتاع مرادها وتكر تصيحتها قال الحسن بن على الدامغانى من خان الله فى السر هتك سره فى العلانية.