خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
٢٦
وَٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً
٢٧
يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ ٱلإِنسَانُ ضَعِيفاً
٢٨
-النساء

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُبَيِّنَ } اى ان يصرح لكم ما اشكل على قلوبكم من علوم الغيبة احكان الالهامية وحقائق الشرعية ليقتدى بكم المريد ومن يستفيد منكم الصادقون قيل اى انه ليس اليكم من اماركم شئ وقال الاستاد يكاشفكم باسراره ليظهر لكم اخفى على غيركم قوله تعالى { لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ } يعنى طرق معارف الانبياء وكواشف الاصفياء وسبل مقاماتهم وحالاتهم ورياضتهم وقيل سنن الانبياء والصديقين وسننهم والتفويض والتسليم والرضا بالقدو رساء ام سر قوله تعالى { وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ } ارادته قديمة وزلتنا محدثة ومراده تعالى من ذنبنا رجوعه الينا بنعت استقباله علينا وهذا من كماله محبة عباده فى الازل قال النصر ابادى أراد لك التوبة فتاب عليك ولوارادته لنفسك لعلك كنت حرم قوله تعالى { يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنْكُمْ } اى من يخفف عنكم من ثقل اوازر المعصية اذا باشرتم امره بمراده واذا استقبل العبد الى الله سحانه فى قبلو امره ثقلت عليه النفس فاذا صبر فى العبودية رفع الله اثقال النفس عنه حتى صار مخففا فى عبادته قال تعالى { { وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى ٱلْخَاشِعِينَ } ثم ان لطاعته وامره وقوله ثقل الربوبية بقوله انا سنلقى عليك قولا ثقيلا فيرفع الله عن عارفه فى مقام المشاهدة ثقل الربوبية والعبودية وتسهل امرهما عليه ويحمل عنه له قال تعالى { { عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُمْ مَّرْضَىٰ } وقال طه ما انزلنا عليك القرأن لنشقى وتصديق ذلك قوله خلق الانسان ضعيفا قيل يريد الله ان يخفف عنكم اثقال العبودية لعلمه بضعفكم وجهلكم وقيل يريد الله ان يخفف عنكم ما جهلتموه يجهلكم من عظيم الامانة يقال يخفف عنكم اتعاب الطلب بروح الرضوان ويقال يخفف عنكم كلفة الامانة بحملها ويقال يخفف عنكم مقاساة المجاهدات بما يفتح بقلوبكم من انوار المشاهدات قوله تعالى { وَخُلِقَ ٱلإِنسَانُ ضَعِيفاً } اى عن حمل وارادات الغيب وسطوات المشاهدة وكشوف الصفة وضعفه هيجانه ويهمانه وزعفاته وشهقاته ودورانه وسير انه قيل ضعيف العقل الا من ايد بنور اليقين فقوته باليقين لا بنفسه.