خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُوۤاْ أَمْوَٰلَكُمْ بَيْنَكُمْ بِٱلْبَٰطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَٰرَةً عَن تَرَاضٍ مِّنْكُمْ وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَنْفُسَكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً
٢٩
-النساء

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَنْفُسَكُمْ } هذا خطاب اهل الرفاهية والانس والبسط اى لا يقتلوا انفسكم المطمئنة بالمجاهدات والرياضات ولا تحلموا مشقة الجهل فى العبودية قلوبكم الروحانية ولاتوذوا ارواحكم القدسية بشروعكم فما يليق بالبداية فان هذه الاشياء يمنع الارواح العاشقة من طيرانها فى عالم المشهدات وتغم عليها انوار المكاشفات وتصديق ذلك قوله تعالى { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً } اى كان فى الازل رحيما باوليائه فى وضع اثقال العبودية الشاقة عنهم فى مقام مشاهدتهم وروح قلوبهم بالله الا ترى كيف سهل على سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه امراً لعبودية بقوله طه ما انزلنا عليك القرأن لتشقى وبين ان قربته ووصله يتعلق برحمته السابقة لابامانة النفوس وكثرت المجاهدات وايضا لا يقتلوا انفسكم الروحانية الملكوتية بمتابعة هوى النفوس الامارة الشيطانية فان النفس الروحانية يتاذى فى جوار النفس الامارة اذا علت بهواها على النسف الروحانية واظلمها بغيم المعصية قال بعضهم لا تهلكوا انفسكم بارتكاب الخالفات واستكثار الطاعات قال محمد بن الفصل لا تقتلوا انفكسم باتباع هواها قال فضيل الا تغفلوا عن حظ انفسكم فمن غفل عن حظ نفسه فكانه قتلها ان الله بكم رحيما ويقال يطركم ايها وملاحظتكم اليها وقال على بن موسى الرضا عن ابيه عن جعفر رضى الله عنه معناه لا تغفلوا عن انفسكم فان من غفل عن نفسه غفل عن ربه ومن غفل عن ربه قتل نفسه.