خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ ذٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً
٥٩
-النساء

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلأَمْرِ مِنْكُمْ } جعل الله تعالى الطاعة على ثلث مراتب وهى فى الاصل واحد لانه مرجع الكل وكل طاعة منها مخصوصة بمقام من مقام الولاية فاذا كان اهلا لبساط القربة وفهم خطاب الحق بلا واسطة اطاعة بمراده بلا واسطة واذا لم يبلغ الى تلك الدرجة ولم يفهم حقائق رمز الله يرجع الى بيان نبيه عليه السلام لانه بين غوائص خطاب الله واطاعه فيما امر وذلك طاعة الله بواسطة نبيه وان لم يبلغ الى فهم خطاب النبى صلى الله عليه وسلم واستنباط اشارته يرجع الى بيان اكابر علماء امته من اصحابه وغيرهم من الاولياء والصديقين والعارفين لانهم بينوا خطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وايضا هذا طاعة الله بوسيلة اولى الامر والانبياء والملوك فى الدنيا مساقط ظل الله ومن اراد ان يرى بهاء الله واثار عظمته فلينظر اليهم قال عليه السلام السطان ظل الله فى الارض وقال الملك والنبوة توامان ومن التبس بظل الله صار امره امر الله وههنا عين الجمع وفى الاية اشارة اى اذا بلغتم مقام خطاب الخاص من العلوم المجهولة المشكلة اسلكوا مسلكها بغير الواسطة كالخضر كان متابعا للعلم اللدنى الخارج عن امر الظاهر مثل قتل للغلام وكسر الالواح وهذا خاص لمن وقع له سهم الغيب ومن بلغ مقام التوحيد ومرتبة الاستقامة لسلك مسلك الانبياء فى مباشرة التوسع والرخص كالانبياء مثل سليمان وداؤد ويوسف ومحمد صلى الله عليه وسلم وهذا منزل الاقتداء ولا يصلح هذا للمتكلفين ومن فتح له باب بيان علم الحقائق يتكلم باصلاح علماء الله فان سلوك مسالكمهم لمن له فهم الغيب طاعة معروفة واسواة حقيقية وكل ذكر فهو وتفسير قوله تعالى اطيعوا الله واطيعو الرسول وعن جعفر بن محمد قال اطيعوا الله بالرضا بحكمه واطيعوا الرسلو فى المجاهدة فى الوفاء والسر مع الله والظاهر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال محمد بن على اطلع الله فان ثم لك ذلك والا فاستعن بطاعة الرسول على طاعة الله فان وصلت الى ذلك والا فاستعن بطاعة الايمة والمشائخ على طاعة رسول الله ولا يسقط عن هذه الدرجة فتهلك قال الجنيد فى تفسير هذه الأية العبد مبتلى بالامر والنهى ولله فى قلبه اسرار خطر خاطر عرضه على الكتاب فهو طاعة الله فان وجد له شفاء والا عرضة على السنة وهو طاعة الرسول فان وجد له شفاء والا عرضه على سر السلف الصالحين وهو طاعة اولى الامر قال ابو سعيد الخزار العبودية ثلاثة الوفاء بالحقيقة ومتابعة الرسول فى الشريعة والنصيحة لجماعة الامة { فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ } اى اذا وقع عليكم حكم من احكام الغيب المتشابه وتظهر فى اسراركم معارضات الامتحان فارجعوا الى خطاب الله ورسوله فان فيها بحار علوم الحقائق فكل خاطر لا يوافق خطاب الله ورسلوه فهو مردود ولا تعتبر به واذا اكشل عليكم خطاب الله ورسوله من علم الاشارة فقيسوه بظاهر الكتاب والسنة فان فى الظاهر اعلام الباطن قيل فان اشكل عليكم شئ من احوال الكبراء والسادة واختلفتم فيها فاعرضوها ذلك على احوال الرسول وردوه اليه فان لم تبين لكم فردوه الى الكتاب المنزل من رب العالمين قال النصر ابادى ان علمنا لا يصلح الا لمن له علم الكتاب والسنة وله معاملة وارده ومع ذلك يكون له ظرف ونظافة.