خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ ٱلْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَـٰذِهِ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَـٰذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ فَمَالِ هَـٰؤُلاۤءِ ٱلْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً
٧٨
-النساء

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ ٱلْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ } ظاهره تخويف للمخالفين وباطنه ترجيه للمشتاقين اى لا تخوفوا ايها المشتاقون الى لقائى فان أتيكم باحسن ما تظنون بى فاريحكم من سجن الدنيا واوصلكم الى مجلس وصلتى اينما كنتم فانا معكم فاذا معكم فاذا حان وقت القربة اسلبكم من ايدى المنايا وموتكم خروج ارواحكم بظهور مشاهدة كحجر المقناطيس حيث يظهر يحذب الحديد اليه وفيه اشارة الى لو طرتم بجناح الروحانية فوق الملكوت ليكون اجسامكم كرواحكم يدرككم سطوات عظمتى ما نزل ارواحكم من اجسامكم لان الاجسام الترابية لا تقوم بازاء كشف عظمتى الا بترتبى اياها فى مواقف العرض الاكبر ومثل هذا الموت يكون فرح المؤمن العارف به وهو بشارة الحبيب له يبشره بوصله وقرينه ومن احب لقائه احب الله لقاءه

بشر احبائى ان الموت راحتهم والموت وصلتهم والموت تقريب

قوله تعالى { قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ } وبخ الله المفلسين الذين سقطوا من عينه وحفظه وكلايته حتى اذا ابى اليهم راحة اقبلوا الى الله من فرح النفوس و لذة الشهوات ولا بنعت للعرفة والمحبة واذا اتاهم محنة اضافوها الى غيره ورجعوا الى الاسباب وخاصموا وظهر مهم ان اقبالهم اليه من راس النفس ليس من حقيقة ايمانهم بالله فامر صفية ان قل لهم ان ما تجدون من الاسباب من العرش الى الثرى لا يكون الا من عند الله السبب والمسبب لانه مسبب الاسباب والمسبب لو كنتم على رؤية التحقيق يرون الاكوان قائمة بالله وزاد فى توبيخهم بقوله تعالى { فَمَا لِهَـٰؤُلاۤءِ ٱلْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً } اى ليس بهم فى قلة ادراكم انبائى وقلة معرفتهم بواحدانيتى حيث يكونوا --- الا ادراك خذلانى اياهم قال النصر ابادى المكل منه ومن عنده ولكن لا تطيب ما منه وما عنده الا بما به وبماله.