خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقَّاهَآ إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ
٣٥
-فصلت

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقَّاهَآ إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } بين الله سبحانه ان لا يبلغ احد الى درجة الخلق الحسن وحسنات الاعمال وسيات الافعال الا من يصبر فى بلاء الله وامتحانه بالوسائط وغير الوسائط لا يحتمل هذه البليات الا ذو حظ من مشاهدته ونصيب من قربه ووصاله صاحب معرفة كاملة ومحبة وشاملة وكمال هذا الصبر الانصاف بصبر الله ثم الصبر فى مشاهدة الازل فالبصبر الاتصافى والمشاهدة الابدى ولاحظ الجمالى يوازى طوارق صدمات الالهية وغلبات القهارية قال بعضهم لا يطيق احد الهجوم على المعارف الا من يصبر على احتمال النوائب والشدايد فيما ولا يرى لنفسه قيمة ولا لروحه خطر اذا ذاك يمكنه مجاورة المعارف والهجم عليها وقال ابن عطا لا يوفق لجميل الاخلاق الا الصابرون على حفظ الخلاف وقال الجنيد فى قوله وما يلقها الا ذو حظ عظيم ما يوفق لهذا المقام الا ذو حظ من عناية الحق فيه قال ابن عطا و معرفة بالله وايامه وقال الجريرى اى ذو علم بالله وذو فهم منه وراجع اليه فى كل احواله ثم داوى الحق سبحانه المتبصرين فى احتمال البلاء وعلهم جذب البصر والفحل بالاستعانة بعد طيران خطرات الشيطان على قلوبهم بقوله { وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ } علم حبيبه صلى الله عليه وسلم كي يدفع شر الشيطان عن نفسه حين القاه سهم الغيرة عن كناية مخايلة وحيله وهذا تعليم لامنه اذا كان شيطانه اسلم على يده اى فرّوا الى الله اذا ----قهر الله يدفع عنكم شر الشيطان ويوريكم من قهره بلطفه الا ترى كيف استعاذ النبى صلى الله عليه وسلم منه اليه بقوله اعوذ بك منك وقال بعضهم من طرد الشيطان عن نفسه فهو قرينه ابدا من طرق بالالتجاء الى الله فالاستعاذة به منه بالله وسئل ابو حفص بماذا يتخلص المؤمن من الشيطان قال بتصحيح العبودية الا ترى الله يقول ان عبادى ليس لك عليهم سلطان وقال الاستاذ لا يتخلص العبد من نزعات الشيطان الا بصدق الاستعانة بالله وصدق الاستغاثة فيه.