خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى ٱلأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا ٱلْمَآءَ ٱهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ ٱلَّذِيۤ أَحْيَاهَا لَمُحْىِ ٱلْمَوْتَىٰ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
٣٩
-فصلت

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى ٱلأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا ٱلْمَآءَ ٱهْتَزَّتْ وَرَبَتْ } كل قلب مستعد لقلوب وبل المحبة والمعرفة فيكون بلا زرع الحكمة قبل نزول مطر طلفه فاذا وصل اليه بحر قرب الحق سبحانه اهتز بنيات الحقائق والدقائق وتبهج بنور الحكمة والمقامات السنية ورياض لطائف العلوم الألهية التى تظن بها صاحبه بلسان الحق والحقيقة فاحيا بعبارتها وتعبيرها القلوب الميتة والصدور الخامدة فهو تعالى احيى قلوب العارفين بنظرة وبنظر العارفين يحيى قلوب المريدين وهم وسائل حياة القلوب من الحق للخلق كما احيى الارض الميتة بالمطر احيائهم قلوب العالمين قال الله تعالى { إِنَّ ٱلَّذِيۤ أَحْيَاهَا لَمُحْىِ ٱلْمَوْتَىٰ } فهذا المثل ضربه الله للمعتبرين بلطيف صفعه ونعيم لطفه قال عمرو بن عثمان المكى ان لله تبارك وتعالى قلوبا فى اوعية من الاجسام اودع فيها ودائع واخفاها عن الخلق فاذا نزل عليها مياه رحمته وبركات نظره استخرج ودايعه فعرف القلوب محل تلك الودائع واظهر على النفس بركاتها والتقى على الخلق هيبة صاحبها فهو فى هيبة عنه الخلق وانكسار عند نفسه وشفقة ونصيحة للخلق وخوف دائم من ذنوبه وذلك من أيات الله الظاهرة وهو حقيقة قوله ومن أياته انك ترى الارض الى قوله ان الذى احيا تلك النفوس بتلك الودائع قادر ان يحيى ببركة نظره قلوبا غفلت عنه وانفسنا ماتت عن القيام بخدمته.