خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنَ ٱلرُّسُلِ وَمَآ أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلاَ بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ وَمَآ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ
٩
-الأحقاف

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنَ ٱلرُّسُلِ وَمَآ أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلاَ بِكُمْ } بين الله سبحانه ان حال حبيبه عليه الصلاة والسلام حماله معروفة فى الملكوت والعالمين وهى ما جرت على جميع الانبياء والمرسلين من كشوف اسراره وبروز انواره وظهور نفسه لهم واخباره عن نفسه نملكه وملكوته اياهم ليدعوا العباد الى ساحة قربه وخدمته اى ما كنت باول من الانبياء والرسل ولست عجيبا بحالتى ونبوتى فان النبوة سنة الله التى جرت على اخوانى من الانبياء والرسل وهى معروفة بانه دعى الخلق بلسان الانبياء الى طاعته ومعرفته ومشاهدته وما اعلم ما حكم فى الازل علىّ ولا عليكم فانه مشاهد القلوب وعلام الغيوب واوجد من العدم بنور القدم ولا ادرى اين استغرق فى بحار وصال جماله الابدى فهناك لحجان تغيب فى ذرة منها جميع الارواح العاشقة والاسرار الوالهة والقلوب الحائرة وما ادرى كيف يفعل بكم فيما جرى من السعادة والشقاوة فى الازل فان علم العواقب عنده لا يطلع عليه ملك مقرب ولا نبى مرسل لانه من علم ما استاثره لنفسه خاصة وليس لاخدمته ونصيب الا لمن اظهر شئ منه كقوله تعالى عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احد الا من ارتضى من رسول الله قال الواسطى فى قوله ما ادراك ما يفعل لى ولا بكم ان الله تعالى ستر امر الروح على جميع خلقه وستر ماهية ذاته وستره ما يعامل به الخلق عند معانيته فقال وما ادرى ما يفعل ولا بكم.