خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ وَٱلنَّصَٰرَىٰ نَحْنُ أَبْنَٰؤُاْ ٱللَّهِ وَأَحِبَّٰؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ وَللَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ
١٨
-المائدة

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ وَٱلنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ ٱللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ } وسمع كفرة اليهود والنصارى ذكر سباق الحقيقة انهم وصولا الى ساحات الكبرياء بكشف مشاهدة القاء وسكروا بوجه القدم وصار بنعت الانبساط فى مجالس الانس فمن سكر المحبة ادعوا القربة ومن سكر الانس وحلاوة الانبساط ادعوا نبوة الاسرار من الانوار حيث ظهرت انوار صفات الازل وسقطت من زنودها انوار اسرار الارواح كما قال الواسطى انا من الازل والابد وغلطوا فى الطريق ولم يعرفوا حقائق تحول المتقدمين من جهالتهم بمقامات الاولياء والصديقين فرد الله دعواهم الى اعناقهم المنكسرة حين الزم الحجة عليهم بلسان نبيه عليه السلام بقوله { قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم } انبأنا الله سبحان ان من ابلغ سبل الازل بنعت المعرفة والمحبة خرج من محل الامتحان حيث الاشباح قوله تعالى { بَلْ أَنتُمْ بَشَرٌ } اى انتم ايها المدعون الكاذبون لسي كما تزعمون ما بلغتم تلك المنازل بل بقيتم فى مقام البشرية والنفوسية وهذا مقام من تقدس تقدس الله مما سوى الله قوله تعالى { مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ } اى يوصل الى تلك المواقف المقدسة من اهل الولاية من امة محمد صلى الله عليه وأله وسلم من يشاء ولا يبالى بتقصيره ولا يشم رائحتها من يشاء من الاعداء لا يبالى بطاعته فان طاعته على غير موافقة السنة قيل يغفر لمن يشاء فضى ويعذب من يشاء عدلا.