خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى ٱلصَّلاةِ فٱغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى ٱلْمَرَافِقِ وَٱمْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى ٱلْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَٱطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىۤ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَآءَ أَحَدٌ مِّنْكُمْ مِّنَ ٱلْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَلَمْ تَجِدُواْ مَآءً فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَٱمْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِّنْهُ مَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
٦
-المائدة

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى ٱلصَّلاةِ فٱغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ } بدأ بغسل الوجه لانه منبت انوار تجلى الحق التى بزت من الوحدانية للارواح فعكست لطائفها على الوجوه وايضا خص الوجه بالغسل ابتداء لانه تعالى خلقه بنفسه بنقش خاتم ملك الصفات وسبب حكمة غسله بالماء انه مغير بغيار الشهوات منعوت بنعت الحدث وخاصية جوهر الماء انه تعالى خلقه من جوهر اول الفطرة حيث تجلى له من نور قدسه وسنا عظمته فاذا وصل الى الوجه صار طهور من دنس توجهه الى غير القدم ببركة نوره وقدسه الذى اصل جوهر الماء كذلك جميع الاعضاء فاذا كان العبد بهذه الصفة فى الطهور جدران يكون مقبلا الى الله بوجهه قال عليه الصلاة والسلام من توضأ فاحسن الوضؤ خرجت خطاياه من جسه حتى يخرج من تحت اظفاره والاشارة فى الأية الى تطهير الاسرار من الالتفات الى الاغيار لاقتباس الانوار بمياه الحزن التى تجرى من عيون قلب المجروح بالمحبة على سواقى العين فاذا كان مطهرا من غير الحق فصلوته ودعواته مستجابة اى اذا قمتم عنكم الى وصلتى ومشاهدتى ظهروا انفسكم من الحدوثية فى بحار الربوبية حتى تصلوا الى بى لان الحدث لا يقوم بازاء القدم قال ابو عثمان شرائط الطهارة معروفة وحقيقتها الا ينالها الا الموفقون من طهارة السر واكل الحلال واسقاط الوسواس عن القلب وترك الظنون والاقبال على الامر بحسب الطاقة وقال سهل افضل الطهارات ان يظهر العبد من رؤية طهارته قوله تعالى { مَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ } تواتر العزائم بغير الرخص حرج ثقيل على المستانين بالله مما سوى الله مانعة لاهل المجاهدة بقيودها عن الاقتحام الى عالم الشهوات فرفع الحرج عن المحبين وبساط الكرم للمشتاقين وسهل احكام العبودية على العارفين بوضع الرخص زيادة لاستشواقهم الى مشاهدته وتقديسا لاسرارهم بنور مشاهدته وهذا معنى ما يرد الله لجعل عليكم من حجر ولكن يريد لطهركم انا لا يريد نصب المجاهدة على اهل المشاهدة لانه تعالى تطهر اسرارهم الى نفسه اليهم قال يريد لطهركم وما قال لتتطهروا واى يطهركم عنكم بنور مشاهدته قال بعضهم يريد ان يطهركم من افعالكم واحوالكم واخلاقكم ويقينكم عنها لترجوا اليه بحقيقة الفقر من غير تعلق ولا علاقة بسبب من الاسباب قال الاستاد ديلوح من هذه الأية اشارة الى انه انفى المريد من احكام الارادة فليخط رحلة بساحات العبادة واذا عدم الطائف فى سارئره فيستدم الوظائف على ظاهره واذا لم يتحقق باحكام العبودية فلا يخلون من اداب العشرية واذا لم يخرج عن الفضلة فلا يدلس تصرفه بالحرام والشبهة وقال فى قوله ولكن يريد ليطهركم اى بطهر ظواهركم عن الزلة بعصمته ويطهر قلوبكم عن الغفلة برحمته قوله تعالى { وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } اتمام النعمة ههنا بيان العبودية للعباد وتعليم اداب المعاد لينالوا بها رؤية المنعم بنعت الخجل عن اداء واجب حقوقه بنعت ما يليق بحلاله وهذا هو الشكر المطلوب من عباده بقوله لعلكم تشكرون قال الاستاد اتمام النعمة قوم نجاه نفوسهم وعلى أخرين نجاتهم عن انفسهم فشتان بين قوم.