خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ
٨٧
-المائدة

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكُمْ } هذا خطاب اهل المشاهدة اى اذا وصلتم مقام المشاهدة فلا يميتوا قلوبكم بالمجاهدة فان المجاهدة للنفوس والمشاهدة للقلوب واذا ظهرت المشاهدة للقلوب لا يبقى فيها للنفوس اثروا علم بذلك تعالى اهل قرية الذين بلغوا مقام الانس والبسطان ما يجرى فى قلوبهم من ذكر بدايتهم فى ترك الطيبات من القوت واللباس لا يجوز فى هذه المقامات الرجوع الى البدايات فان ههنا لا يليق مجاهدة النفس بهم لانهم يذوبون فى روح الانس ونور البقاء وهم فى ذلك عرايس الله يبيح لهم ما لا يبح للمريدون من كل الطيبات ولبس الناعمات لبقائهم فى الدنيا ولا يحترقون بواردات الوجد الا ترى ان سبب نزول هذه الأية اجتماع اخبار الصحابة مثل عثمان بن مظعون وابى بكر الصديق وعلى ابن ابى طالب وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمر وابى ذر الغفارى وسالم مولى حذيفة والمقدادين اسود وسلمان الفارسى ومعقل بن مقرن على تلك النساء والطيب واللحم واختار صوم الدهر وقيام الليل والسياحة فى الارض والرهبانية ولبس المنسوج ورفض الدنيا كلها فناهم الله ورسوله من ذلك بقوله يا أيها الذين أمنوا لا تحرموا وقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لانفسكم عليكم حقا فصوموا وافطروا وقوموا وناموا فانى اقوم وانام واصوم وافطروا كل اللحم والدسم واتى النساء ومن رغب عن سنتى فليس منى بين ذلك ان لا يجوز لاهل الحقائق والمشاهدات ان يرجعوا الى مقام البدايات وتصديق هذه المعانى الأية الثانية.