خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ
١١٥
-الأنعام

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ } اخبر تعالى عن سابق كلماته الصفاتية الازلية يكلم بها بنفسه مع نفسه فى نفسه لاختصاص اهل ولايته واصطفائيته خالصة محبته واجتابئه صفوة اهل معرفته وتوحيده بغير علة اكتسابهم خيرا وشر والانقصا لابرام قضيته ولانا قضيا الميثاق مشيئته سبق منه العناية لهم بوصف استجلاب ارواحهم الى معادن قدسه واجتذاب قلوبهم الى مجالس انسه تمت كلمته بحسن قبولهم حيث ما اشترط علة العبودية وتام كلماته صدق مواعيده بلطف عنايته بلا مكافة منهم لها وهو تعالى بذك عادل حيث اصطفاهم بوضع خزائن معرفته فى قلوبهم وهم لها اهلا ولهم من عنايته استعداد لقبول اماناته بشرط الرعاية واصفاء اسماع قلوبهم بحياطتها حتى لا يشوبها اذكار الحدثان وخطرات الطغيان لا مبدل لكلماته لا يدخل فى ديوان سبق رحمته لاهل عنايته وطوارق قهره من علة ما طرى عليه من وارد امتحانه كما قال تعالى سبقت رحمتى غضبى قيل فى تفسير قوله صدقا وعدلا صدقا للاولياء تفضلا عليهم وعلى الاعداء اخذهم بميزان العدل قال مقاتل صدقا فيما وعد وعدلا فيما احكم.