خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَهَـٰذَا كِتَٰبٌ أَنزَلْنَٰهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ ٱلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ ٱلْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا وَٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلأَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ
٩٢
-الأنعام

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ ٱلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ } اى مقدس من تهمة الاوهام غير مدرك بحقائقه عند الانام وايضا مبارك عليك وعلى امتك الصادقين الذين بتبعونه بالشوق والمحبة ويفهمونه بالذكر والهيبة فيصلون به الى رؤية خزائن صفات القدم لانه صفة تدل كلماته الى جميع الصفات وعرفانها ونيل خزائنها لانه مفتاح كنوز الصفات والذات وهو ميمون على كل عار فيه وعلى لك متابعة بالتدبير فيه واقتباس انواره منه كما ذكر فى موضع أخر كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا أياته وليتذكروا اولو الالباب وايضا مبارك لانه كتاب الحبيب الى الحبيب فيه اسرار القرب والوصال والتشويق الى الحسن والجمال والتحذير من البعد والفراق وهو ماسمرة النجوى لاهل النور والتقى ومسجون باشارات العارفين ومعجون بمفرحات فواد الموحدين مكنوناته مصونة عن عيون الاغيار ولطائفها محروسة عن مطالعة اهل الاغترار وهو يوافق جميع الكتب فى تعريف الله بصفاته وذاته وعبودتيه لانها جميعا من مصدر واحد وصفه واحدة غير متغير قيل بارك على من اتبعه وأمن به وقيل مبارك على من صدقه وعمل بما فيه وقيل مبارك على من فهم عن الله امره ونهيه وقيل مبارك على من قرأ بالتدبير وعلى من سمعه الحضور وقال الاستاد كتاب الاحباب عزيز الخطر جليل الاثر فيه شلوة عند غلبات الوجد ومن بقى عن الوصل بذلك الرسول وقيل كتبك حولى لا تفارق مضجعى وفهيا شفاء للذى انا كاتم.