خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَوَ عَجِبْتُمْ أَن جَآءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَٱذكُرُوۤاْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَآءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي ٱلْخَلْقِ بَصْطَةً فَٱذْكُرُوۤاْ ءَالآءَ ٱللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
٦٩
-الأعراف

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { فَٱذْكُرُوۤاْ آلآءَ ٱللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } اى فاذكروا نعم الله فى اصطناعه فى حسن تصويركم ولباسكم جمال فعله حتى تكونوا فى احسن خلق واظرف نعت وظهور لكم باوضح الأيات وانوار علاماته الدالة الى وجوده لعلكم تفوزون نمن بعده وتظرفون بقربه وافهم ان رؤية النعمة يوجب الشكر ورؤية الالاء توجب الذكر ورؤية المذكور والمعنم توجب المحبة قال الواسطى العامة تحية على النعماء وذلك فى قوله اذكروا نعمة الله عليكم الخاصة تحبه على الالاء وذلك فى قوله فاذكروا الاء الله لعلكم تفلحون والا كابر تحبه على الايثاء والربوبية ولكل علامة فعلامة الاولى دوام الذكر له والفرج به والثانية الاستيناس به لرؤية ما ابعده منه والثالثة الاشتغال به ان كل قاطع يقطع عنه وقال ابن عطا اذا ذكرت الاءه نعماء احببته واذا احببته قصدته واذا قصدته وجدته واذا وجدته انقطعت اليه وتقول عند المشايخ لو ان القوم من اهل خالصة مبحته ما احالهم الى رؤية الالاء ل خاطبهم برؤية الذات والصفات الا ترى كيف خص راس المحبين بخطاب رؤيته واصرافه الى مشاهدته بقوله الم تر الى ربك لان محبة الالائية والنعمائية محبة معلوله كونية اذكونها بسب حدثى وخالص المحبة ما تصدر من مشاهدة جلاله وجماله وكيف يصل اليه من كان سبب حاله ومعرفته ومحبته رؤية الالاء والنعماء اوقعهم فى بدايته الذكر قال فاذكروا وجعل لقائهم نتهى وهو درجة النجاة من العذاب ولو كانوا محققين ما خاطبهم بذكر غيره وصفه افعاله.