خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ٱلآنَ خَفَّفَ ٱللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِن يَكُنْ مِّنكُمْ مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوۤاْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ
٦٦
-الأنفال

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى: { ٱلآنَ خَفَّفَ ٱللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً } كل مسامحة من الله فى المجاهدة يكون من كشف المشاهدة فالمستانس بالله يكون خفيف القلب خفيف البدن خفيف الحال شريف الهمة لا يحتمد مع انوار مشاهدته كثرة اثقال العبودية فيخفف الله اوليائه رحمة عليهم وتلطفا منه عليهم ليزيد روح قلوبهم من المراقبة ولاستيناس من المخاصرة ولذلك اكرم نبيه عليه السّلام بان رفع مشقة كثرة العبودية عنه حين تورمت قدماه فى كثرة العبادة بقوله طه ما انزلنا عليك القران لتشقى بعد ان كان فى البداية قد اقامه فى اجواف الليالى لخدمته بقوله يا ايها لامرء قم الليل ثم منّ على اصحابه حين بلغوا هذه الرتبة بقوله { ٱلآنَ خَفَّفَ ٱللَّهُ عَنكُمْ } اى ما تفعلون بقوتكم فى المجاهدات والجهاد فانصركم بقوتى واريحكم بكشف مشاهدتى عن مشقة المجاهدة وما افعل لكم خير ممّا تفعلون لانفسكم قال ابن عطا ما فى السّماء لا يوجد الا بالافتقار وما فى الارض لا يوجد الا بالاضطرار وقال النصرابادى هذا التخفيف كان للامة دون الرسول عليه السّلام ومن لا تقبّله حمل امانة النبوة كيف يخاطب بتخفيف القلم للاضداد وكيف يخاطب به الرّسول صلى الله عليه وسلم وهو الذى يقول بك اصول وبك احول ومن كان به كيف يخفف عنه او يثقل عليه.