خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَٱسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِّنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ مُرْدِفِينَ
٩
-الأنفال

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَٱسْتَجَابَ لَكُمْ } الاستغاثة مقام الشكوى والتواضع فى الانبساط والفناء فى رؤية البقاء فمن تعرض له حال الاستغاثة فيفر منه اليه ويطلب هو منه يغيثه به لا منه فان القوم طلبوا منه بالاستغاثة المعونة على مأمولهم من النصر ونيل الغنيمة فاغاثهم بامداد الملائكة ثم صرفهم عن رؤية الغير بقوله وما النصر الا من عند الله اجابتهم بالسرعة من صدق لجائهم اليه وكمال الاجابة استغراقهم فى بحار شهود سنا جماله وانوار جلاله قال بعضهم من صدق اللجاء والاستغاثة اجيب فى الوقت قال الله اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم قال النصرابادى استغاثة منه واستغاثة اليه الاستغاثة منه لا يجلب صاحبها بجواب بل يكون ابدا معلقا بتلك الاستغاثة والاستغاثة اليه فذلك الذى يجاب اليه الانبياء والاولياء والاشقياء قال ايضا النفس تستغيث بطلب حظها من البقاء ودوام العافية فيها والقلب تستغيث من خوف التقليب قال النبى صلى الله عليه وسلم قلب ابن ادم بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء والروح يستغيث بطلب الرواح والسر يستغيث لاطلاعه على الخفيات يعلم خاينة الاعين وما تخفى الصدور وقال الاستاذ الاستغاثة على حسب شهود الفاقة وعدم المنة واللطافة والتحقق بانفراد الحق بالقدرة على ازالة الشكاية.