خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ ٱلْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
٢٦
وَٱلَّذِينَ كَسَبُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ جَزَآءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِّنَ ٱلْلَّيْلِ مُظْلِماً أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
٢٧
-يونس

تفسير القرآن

{ للذين أحسنوا } أي: جاؤوا بما يحسن به حالهم من خير فعليّ أو قوليّ أو علميّ مما هو سبب كمالهم المثوبة { الحسنى } من الكمال الذي يفيض عليهم بسبب ذلك الخير { وزيادة } مرتبة مما كان قبله بالترقي أو زيادة في استعداد قبول الخيرات والكمالات بانضمام هذا الكمال والنور الفائض عليهم إلى استعدادهم الأول على ما ذكر { ولا يرهق } وجوه قلوبهم غبار من كدورات صفات النفس وقيام غلباتها { ولا ذلّة } من ميل قلوبهم إلى الجهة السفلية.
{ أولئك أصحَاب الجنة } التي يقتضيها حالهم وارتقاؤهم من الجنان المذكورة { هم فيها خالدون } { والذين كَسَبوا } أجناس { السيئات } من أعمال وأقوال وعقائد تحجب استعدادهم عن قبول الكمال { جزَاء سَيئة بمثلها } من الهيئة التي ارتكبت على قلوبهم من سيئاتهم فمنعتها الصفاء والنور { وترهقهم ذلة } الميل إلى الجهة السفلية { ما لهم من الله من عاصِم } يعصمهم من تلك الذلة والخذلان لوجود الحجاب وعدم قبول هذه العصمة لثبوت الكدورة { كأنما أغشيت وجوههم قطعاً من الليل } لفرط ارتكاب الهيئة المظلمة من الميول الطبيعية والأعمال الرديّة عليها. { أولئكَ أصحاب النار } التي يقتضيها حالهم في التسفل من نيران الآثار والأفعال.