{لا أسألكم عليه مالاً} أي: الغرض عندكم من كل أمر محصور في حصول المعاش وأنا لا أطلب ذلك منكم فتنبهوا لغرضي وأنتم عقلاء بزعمكم {وما أنا بطارد الذين آمنوا} لأنهم أهل القربة والمنزلة عند الله فإن طردتهم كنت عدوّ الله مناوياً لأوليائه لست بنبي حينئذ {ولكني أراكم قوماً تجهلون} ما يصلح به المرء للقاء الله ولا تعرفون الله ولا لقاءه لذهاب عقولكم في الدنيا أو تسفهون تؤذون المؤمنين بسفهكم.
{ويا قوم من يَنْصرني من الله} الذي هو القاهر فوق عباده {إن طردتهم} واستوجبت قهره بطردهم {أفلا تذكرون} مقتضيات الفطرة الإنسانية فتنزجرون عما تقولون {ولا أقول لكم عندي خزَائِن الله} أي: أنا أدّعي الفضل بالنبوة لا بالغنى وكثرة المال ولا بالاطلاع على الغيب ولا بالملكية حتى تنكروا فضلي بفقدان ذلك {ولا أقول} للفقراء المؤمنين الذين تستحقرونهم وتنظرون إليهم بعين الحقارة {لن يؤتيهم الله خيراً} كما تقولون، إذ الخير عندي ما عند الله لا المال {الله أعلم بما في أنفسهم} من الخير مني ومنكم وهو أعرف بقدرهم وخطرهم وما يعلم أحد قدر خيرهم لعظمه {إني إذاً} أي: إذ نفيت الخير عنهم أو طردتهم {لمن الظالمين}.