خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي ٱلأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَٱللَّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ
٤١
وَقَدْ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ ٱلْمَكْرُ جَمِيعاً يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ ٱلْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى ٱلدَّارِ
٤٢
وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ ٱلْكِتَابِ
٤٣
-الرعد

تفسير القرآن

{ أو لم يَروا أنا نأتي الأرض } نقصد أرض الجسد وقت الشيخوخة { ننقصها من أطْرَافها } بتواكل الأعضاء وتخاذل القوى وكلالة الحواس شيئاً فشيئاً حتى يموت { والله يحكم } على هذا الوجه { لا معقب لحكمه } لا رادّ ولا مبدّل لحكمه، أو نأتي أرض النفس وقت السلوك ننقصها من أطرافها بإفناء أفعالها بأفعالنا أولاً كما قال تعالى: "بي يسمع وبي يبصر" ، ثم بإفناء صفاتها بصفاتنا ثانياً، كما قال تعالى: "كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يُبْصر" . ثم بإفناء ذاتها بذاتنا كما قال تعالى: { { لِّمَنِ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْم } [غافر، الآية: 16] وأجاب نفسه بقوله تعالى: { لِلَّهِ ٱلْوَاحِدِ ٱلْقَهَّار } [غافر، الآية: 16] لفناء الخلق كله، وحينئذ لا حكم إلا لله، يحكم كما يشاء لا معقب لحكمه لعدم غيره.