{ لنْ نصبِرَ على طعامٍ واحدٍ } أي: الغذاء الروحاني من العلم والمعرفة والحكمة { فَادعُ لنا ربك } أي: اسأل لنا ربّك يوسع علينا، ويرخص لنا فيما تنبته أرض نفوسنا من الشهوات الخبيثة واللذات الخسيسة والتفكهات الباردة وكل ما فيه حظ النفس وعذابها. { اهبطوا مِصْراً } أي: مدينة البدن { فإنّ لكم } فيها { ما سألتُم وضُرِبَتْ عليهم الذلة } اللازمة لاتباع الشهوات والحرص في المقتنيات { والمَسكنةُ } أي: دوام الاحتياج ودوام سكنى الجهة السفلية { وَبَاؤُوا } واستحقوا { بغَضَبٍ } البعد والطرد { مِن الله ذلكَ } باحتجابهم عن آيات الله وتجلياته، والباقي ظاهر. وعلى الوجه الثاني: وبقتلهم أنبياء القلوب بغير أمر ثابت لهم عليهم يتوجه به ذلك بل بصرف باطلهم ذلك بعصيانهم أوامر القلوب والعقول واعتدائهم عن ظهورهم.