خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ
٩٦
وَٱقْتَرَبَ ٱلْوَعْدُ ٱلْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يٰوَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ
٩٧
إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ
٩٨
لَوْ كَانَ هَـٰؤُلاۤءِ آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ
٩٩
لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لاَ يَسْمَعُونَ
١٠٠
إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ أُوْلَـٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ
١٠١
لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا ٱشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ
١٠٢
لاَ يَحْزُنُهُمُ ٱلْفَزَعُ ٱلأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ هَـٰذَا يَوْمُكُمُ ٱلَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ
١٠٣
-الأنبياء

تفسير القرآن

{ حتى إذا فتحت يأجوج } القوى النفسانية { ومأجوج } القوى البدنية بانحراف المزاج وانحلال التركيب { وهم من كل حدب } من أعضاء البدن التي هي محالها ومقارها { يَنْسِلون } الذهاب والزوال { واقترب الوعد الحق } من وقوع القيامة الصغرى بالموت، فحينئذ شخصت أبصار المحجوبين لشدّة الهول والفزع، داعين بالويل والثبور، ومعترفين بالظلم والقصور.
{ إنكم وما تعبدون } أي: كل عابد منكم لشيء سوى الله محجوب به عن الحق، مرميّ مع معبوده الذي وقف معه في طبقة من طبقات جهنم، البعد والحرمان على حسب مرتبة معبوده { لهم فيها زفير } من ألم الاحتجاب وشدّة العذاب واستيلاء نيران الأشواق وطول مدة الحرمان والفراق { وهم فيها لا يسمعون } كلام الحق والملائكة لتكاثف الحجاب وشدّة طرق مسامع القلب لقوّة الجهل كما لا يبصرون الأنوار لشدّة انطباق الظلمة وعمى البصيرة.
{ إنّ الذين سبقت لهم منّا } السعادة { الحسنى } وحكمنا بسعادتهم في القضاء السابق { أولئك عنها مبعدون } لتجرّدهم عن الملابس النفسانية والغشاوات الطبيعية { لا يسمعون حسيسها } لبعدهم عنها في الرتبة { وهم في ما اشتهت } ذواتهم من الجنات الثلاث وخصوصاً المشاهدات في جنة الذات { خالدون } { لا يحزنهم الفزع الأكبر } بالموت في القيامة الصغرى ولا بتجلي العظمة والجلال في القيامة الكبرى { وتتلقاهم الملائكة } عند الموت بالبشارة أو عند البعث النفساني بالسلامة والنجاة، أو في القيامة الوسطى والبعث الحقيقي بالرضوان أو عند الرجوع إلى البقاء بعد الفناء حال الاستقامة بالسعادة التامّة.