خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

تَبَارَكَ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً
١
ٱلَّذِي لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً
٢
وَٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ آلِهَةً لاَّ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلاَ يَمْلِكُونَ لأَنْفُسِهِمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً وَلاَ يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلاَ حَيَـاةً وَلاَ نُشُوراً
٣
-الفرقان

تفسير القرآن

{ تبارك الذي } أي: تكاثر خير الذي { نزّل الفرقان } وتزايد، لأن إنزال الفرقان هو إظهار العقل الفرقاني المخصوص بعبده المخصوص به بانفراده من جملة العالمين بالاستعداد الكامل الذي لم يكن لأحد مثله، فيكون عقله الفرقاني هو العقل المحيط المسمى عقل الكل، الجامع لكمالات جميع العقول، وذلك إنما يكون بظهوره تعالى في مظهره المحمدي بجميع صفاته المفيض بها على جميع الخلائق على اختلاف استعداداتهم، وذلك الظهور هو تكثر الخير وتزايده الذي لم يمكن أزيد ولا أكثر منه، ولذلك قال: { ليكون للعالمين نذيراً } أي: على العموم، فإن كل نبيّ غيره كانت رسالته مخصوصة بمن ناسب استعداده من الخلائق، ورسالته عليه السلام عامة للكل، وهو بعينه معنى ختم النبوّة ومن هذا تبين كون أمتة خير الأمم.
{ الذي له مُلْك السماوات والأرض } يقهرهما تحت ملكوته، أوجد كل شيء موسوماً، يتعين بسمة الإمكان، ويشهد عليه بالعدم { فقدّره تقديراً } على قدر قبول بعض صفاته ومظهرية بعض كمالاته دون بعض، أي: هيأ استعداداتهم لما شاء من كمالاتهم التي هي صفاته.