خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى ٱلأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ نَاراً قَالَ لأَهْلِهِ ٱمْكُثُوۤاْ إِنِّيۤ آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّيۤ آتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ ٱلنَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ
٢٩
فَلَمَّآ أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِىءِ ٱلْوَادِي ٱلأَيْمَنِ فِي ٱلْبُقْعَةِ ٱلْمُبَارَكَةِ مِنَ ٱلشَّجَرَةِ أَن يٰمُوسَىٰ إِنِّيۤ أَنَا ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ
٣٠
وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنٌّ وَلَّىٰ مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يٰمُوسَىٰ أَقْبِلْ وَلاَ تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ ٱلآمِنِينَ
٣١
ٱسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سُوۤءٍ وَٱضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ ٱلرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ
٣٢
-القصص

تفسير القرآن

{ فلما قضى موسى الأجل } أي: بلغ حدّ الكمال الذي هو أقصر الأجلين { وسار بأهله } من القوى بأسرها إلى جانب القدس مستصحباً للجميع بحيث لم يمانعه ولم يتخلف عنه واحدة منها، وحصل له ملكة الاتصال للتدرب في المجاهدة والمراقبة بلا كلفة { آنس من جانب الطور } طور السرّ الذي هو كمال القلب في الارتقاء نار روح القدس وهو الأفق المبين الذي أوحى منه إلى من أوحى إليه من الأنبياء { في البقعة المباركة } أي: مقام كمال القلب المسمى سرّاً من شجرة نفسه القدسية { أن يا موسى إنني أنا الله } وهو مقام المكالمة والفناء في الصفات فيكون القائل والسامع هو الله، كما قال: "كنت سمعه الذي به يسمع، ولسانه الذي به يتكلم" . وإلقاء العصا والإدبار وإظهار اليد البيضاء مرّ تأويله في سورة (النمل).
{ واضمم إليك جناحك من الرهب } أي: لا تخف من الاحتجاب والتلوين عند الرجوع من الله واربط جأشك بتأييدي آمناً متحققاً بالله. وقد سمعت شيخنا المولى نور الدين عبد الصمد قدّس الله روحه العزيز في شهود الوحدة ومقام الفناء عن أبيه أنه كان بعض الفقراء في خدمة الشيخ الكبير شهاب الدين السهروردي في شهود الوحدة ومقام الفناء ذا ذوق عظيم، فإذا هو في بعض الأيام يبكي ويتأسف، فسأله الشيخ عن حاله. فقال: إني حجبت عن الوحدة بالكثرة، ورددت، فلا أجد حالي. فنبّه الشيخ على أنه بداية مقام البقاء، وإن حاله أعلى وأرفع من الحال الأولى وأمنه { فذانك برهانان من ربّك } من التمتع المذكور.