خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

الۤـمۤ
١
أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتْرَكُوۤاْ أَن يَقُولُوۤاْ آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ
٢
-العنكبوت

تفسير القرآن

{ الم } أي: الذات الإلهية والصفات الحقيقية التي أصلها وأوّلها باعتبار النسبة إلى الغير العلم والإضافية التي أوّلها ومنشؤها المبدئية اقتضت أن لا يترك الناس على نقصانهم وغفلتهم واحتجابهم بمجرّد أقوالهم المطابقة للحق وظواهر أعمالهم، بل يفتنوا بأنواع البليّات ويمتحنوا بالشدائد والرياضات حتى يظهر ما كمن في استعداداتهم وأودع في غرائزهم. فإنّ الذات الإلهية أحبّت أن تظهر كمالاتها المخزونة في عين الجمع فأودعها معادن أعيان الناس، وأوجدها في عالم الشهادة، كما قال تعالى: "كنت كنزاً مخفيّاً" الحديث. فتحبّب إليهم بالابتلاء بالنِعَم والنِقَم ليعرفوه عند ظهور صفاته عليهم فيصيروا مظاهر له في الانتهاء إليه، كما كانوا معادن وخزائن عند الابتداء منه، فإنّ كونه منتهى من لوازم كونه مبتدأ.