خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ ٱلْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ مِّنْهُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ ٱلْفَاسِقُونَ
١١٠
لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ ٱلأَدْبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ
١١١
-آل عمران

تفسير القرآن

{ كُنْتم خيرَ أمّة } لكونكم موحدين، قائمين بالعدل الذي هو ظله { تأمُرون بالمَعْروف وتَنْهَون عن المُنْكر } إذ لا يقدر على ذلك إلا الموحد العادل لعلمه بالمعروف والمنكر، كما مرّ في تأويل قوله: { { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا } [البقرة، الآية: 143]. قال أمير المؤمنين عليه السلام: "نحن النمرقة الوسطى، بنا يلحق التأويل، وإلينا يرجع الغالي". فيأمرون المقصر بالمعروف الذي يوصله إلى مقام التوحيد، وينهون الغالي المحجوب بالجمع عن التفصيل وبالوحدة عن الكثرة. { وتُؤْمنون بالله } أي: تثبتون في مقام التوحيد الذي هو الوسط، وكذا في كلّ تفريط وإفراط واعتدال في باب الأخلاق { ولو آمن أهل الكتاب } لكانوا مثلكم.
{ لن يضرّوكم إلا أذى } لكونهم منقطعين عن أصل القوى والقدر، كائنين في الأشياء بالنفس التي هي محل العجز والشرّ، وأنتم معتصمون بالله، معتضدون به، كائنون في الأشياء بالحق الذي هو منبع القهر. فقدرتهم لا تبلغ إلا حدّ الطعن باللسان والخبث والإيذاء الذي هو حدّ قدرة النفس ونهايتها، وقدرتكم تفوق كلّ قدرة بالقهر والاستئصال لاتصافكم بصفات الله تعالى، فلا جرم ينهزمون منكم عند المقاتلة ولا ينصرون.