خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ
٤١
فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ
٤٢
فِي جَنَّاتِ ٱلنَّعِيمِ
٤٣
عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ
٤٤
يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ
٤٥
بَيْضَآءَ لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ
٤٦
لاَ فِيهَا غَوْلٌ وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ
٤٧
وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ ٱلطَّرْفِ عِينٌ
٤٨
كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ
٤٩
فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ
٥٠
قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ
٥١
يَقُولُ أَءِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُصَدِّقِينَ
٥٢
أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَءِنَّا لَمَدِينُونَ
٥٣
قَالَ هَلْ أَنتُمْ مُّطَّلِعُونَ
٥٤
فَٱطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَآءِ ٱلْجَحِيمِ
٥٥
قَالَ تَٱللَّهِ إِن كِدتَّ لَتُرْدِينِ
٥٦
وَلَوْلاَ نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ ٱلْمُحْضَرِينَ
٥٧
أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ
٥٨
إِلاَّ مَوْتَتَنَا ٱلأُولَىٰ وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ
٥٩
إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ
٦٠
لِمِثْلِ هَـٰذَا فَلْيَعْمَلِ ٱلْعَامِلُونَ
٦١
-الصافات

تفسير القرآن

{ أولئك لهم رزق معلوم } يعلمه الله دون غيره وهو معلومات الله المقوّية لقلوبهم المغذيّة لأرواحهم.
{ فواكه } ملذة غاية التلذيذ، إذ الفاكهة ما يتلذّذ به، أي: يتلذذون في مكاشفاتهم بما يحضرهم من معلوماته تعالى { وهم مُكرمون } في مقعد صدق عند مليك مقتدر في الجنات الثلاث يتنعمون بقرب الحق في حضرته غاية الإكرام والتنعم.
{ على سرر } مراتب ودرجات { متقابلين } في الصف الأول، مترائين لا يحجب بعضهم عن بعض ولا يتفاضلون في المقاعد { يطاف عليهم بكأس من } خمر العشق { معين } مكشوف لأهل العيان إذا دنّه المعاينة فكيف لا يعاين.
{ بيضاء } نورية من عين الأحدية الكافورية، لا شوب فيها ولا مزج من التعينات { لذّة للشاربين لا فيها غول } يغتال العقل لأنهم أهل صحوا أخلصهم الله من الشوائب والحجاب فلا ينكر لهم { ولا هم عنها ينزفون } بذهاب العقول وإلا لم يكونوا أهل الجنات الثلاث في مقام البقاء.
{ وعندهم قاصرات الطرف } من أهل الجبروت والملكوت والنفوس المجرّدة، الواقفات تحت مراتبهم في مقام تجليات الصفات وسرادقات الجلال، وفي مجالي مشاهداتهم تحت قباب الجمال في روضات القدس وحضرة الأسماء { عين } لأنّ ذواتهم كلها عيون لا يمدون طرفاً عنهم لفرط محبّتهم وعشقهم لهم لأنهم هم المعشوقون.
{ كأنهنّ بيض مكنون } في الأداحي لغاية صفائها في خدور القدس ونقائها من موادّ الرجس { يتساءلون } يتحادثون بأحاديث أهل الجنة والنار ومذاكرة أحوال السعداء والأشقياء، مطلعين على كلا الفريقين وما هم فيه من الثواب والعقاب، كما ذكر في وصف أهل (الأعراف).