خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ ٱلْحَقُّ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ
٦٦
لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ
٦٧
وَإِذَا رَأَيْتَ ٱلَّذِينَ يَخُوضُونَ فِيۤ ءَايَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ ٱلشَّيْطَٰنُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ ٱلذِّكْرَىٰ مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّٰلِمِينَ
٦٨
وَمَا عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَلَـٰكِن ذِكْرَىٰ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
٦٩
وَذَرِ الَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَآ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ أُبْسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ
٧٠
-الأنعام

تفسير القرآن

{ وكذّب به } أي: بهذا العذاب { قومك وهو الحق } الثابت النازل بهم { قل لست عليكم بوكيل } بموكل يحفظكم ويمنعكم من هذا العذاب { لكل } ما ينبأ عنه محل وقوع واستقرار { وسوف تعلمون } حين يكشف عنكم أغطية أبدانكم فيظهر عليكم ألم هذا العذاب بصور ما تقتضيه نفوسكم.
{ وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا } أي: صفاتنا بإظهار صفات نفوسهم وإثبات العلم والقدرة لا { فأعرض عنهم } فإنهم محجوبون مشركون { وإما ينسينك الشيطان } بتسويل بعض الأباطيل والخرافات عليك، ووسوسة نفسك فتظهر ببعض صفاتها وتجانسهم بذلك فتميل إلى صحبتهم { فلا تقعد بعد } ما تذكرت بتذكيرنا إياك { مع القوم } الذين ظلموا أنفسهم بوضع صفاتهم موضع صفاتي وحجبوها بصفاتهم فإن صحبتهم تؤثر فيوشك أن تقع في الاحتجاب بشؤم صحبتهم على سبيل التلوين.
{ وما على } الموحدين الذين يتجرّدون عن ملابس صفاتهم ويجتنبون هيآتها من حساب أولئك المحجوبين { من شيء } أي: لا يحتجبون بواسطة مخالطتهم فيكونون معهم سواء ولكن ذكرناهم لعلهم يحترزون عن صحبتهم وما عسى يقعون فيه من التلوين أو وبالهم وشأنهم وحسابهم حتى يصاحبونهم ولكن فليذكروهم أحياناً بأدنى مخالطة لعلهم يحذرون شركهم وحجبهم فينجون ببركة صحبتهم أو وما عليهم مما يحاسب به من أعمالهم ووبالها من شيء ولكن فليذكروهم بالزجر والنهي لعلهم يحترزون عنها.
{ وذر الذين اتخذوا } أي: اترك الذين دينهم وعاداتهم الهوى واللهو لأنهم لا يرفعون بذلك رأساً لرسوخ ذلك الاعتقاد فيهم واغترارهم بالحياة الحسيّة وأعرض عنهم وأنذر بالقرآن كراهة أن تحجب نفس بكسبها، أي: لا يكون دينها وديدنها ذلك ولم ترسخ تلك العقيدة فيها لكن ترتكب بالميل الطبيعي أفعالاً مثل أفعالهم فتحتجب بسببها فإنها تتأثر به وتتعظ فتنتهي، فأنذرها حتى لا تصير مثلهم فتحبس بعملها عن الهداية وحينئذ لا يقبل منها فدية إذ حجبت بكسبها. والشراب الحميم هو شدّة شوقها إلى الكمال لقوة استعدادها. والعذاب الأليم حرمانها عنه باحتجابها بأعمالها وهيآتها.