{ إن الله فالق } حبة القلب بنور الروح عن العلوم والمعارف ونوى النفس بنور القلب عن الأخلاق والمكارم { يُخْرج } حيّ القلب عن ميت النفس تارة باستيلاء نور الروح عليها { ومُخْرج } ميت النفس عن حيّ القلب أخرى بإقباله عليها واستيلاء الهوى وصفات النفس عليه. { ذلكم الله } القادر على تقليب أحوالكم وتغليبكم في أطواركم { فأنى } تصرفون منه إلى غيره { فَالِق الإصْبَاح } أي: فالق ظلمة صفات النفس عن القلب بإصباح نور شمس الروح وإشراقه عليها { وجاعل } ظلمة النفس سكن القلب يسكن إليها للارتفاق والاسترواح أحياناً أو سكناً تسكن فيه القوى البدنية وتستقرّ عن الاضطراب وشمس الروح وقمر القلب محسوبين في عداد الموجودات الباقية الشريفة، معتدّاً بهما. أو علمي حسب الأحوال والأوقات تعتبر بهما { ذلك تقدير العزيز } القوي على ذلك { العليم } بأحوال البروز والانكشاف والتستر والاحتجاب بهما يعز تارة باحتجابه بهما وعنهما في ستور جلاله، وتارة بتجليه وقهرهما وإفنائهما يعلم ما يفعل بحكمته.
{ وهو الذي جعل لكم } نجوم الحواس { لتهتدوا بها في ظلمات } برّ الأجساد إلى مصالح المعاش وبحر القلوب باكتساب العلوم بها { قد فصلنا الآيات } أي: الروح والقلب والحواس { لقوم يعلمون } ذلك { وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة } هي النفس الكلية { فمستقرّ } في أرض البدن حال الظهور { ومستودع } في عين جمع الذات حال الفناء. { قد فصلنا } آيات ظهور النفس واستقرارها واستيداعها { لقوم يفقهون } بتنوّر قلوبهم وصفاء فهومهم.