خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَيٰقَوْمِ لاۤ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ وَمَآ أَنَاْ بِطَارِدِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّهُمْ مُّلاَقُواْ رَبِّهِمْ وَلَـٰكِنِّيۤ أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ
٢٩
-هود

روح البيان في تفسير القرآن

{ ويا قوم لا اسألكم عليه } على تبليغ الرسالة وهو ان لم يذكر فمعلوم من قوله انى لكم نذير مبين ان لا تعبدوا الا الله { مالا } تؤدونه الى بعد ايمانكم واتباعكم لى فيكون ذلك اجرا لى فى مقابلة اهتدائكم { ان اجرى الا على الله } وهو الثواب الذى يثيبنى فى الآخرة اى ما بلغتكم من رسالة الله الا لوجه الله لا لغرض من اغراض الدنيا { وما انا بطارد الذين آمنوا } لانهم طلبوا منه ان يطرد من عنده من الفقراء والضعفاء حتى يجالسوه كما طلب رؤوس قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلم طرد فقراء المؤمنين الملازمين لمجلسه الشريف استنكافا منهم ان ينتظموا معهم فى سلك واحد: قال الحافظ

آنجه زر ميشود از برتو آن قلب سياه كيميا ييست كه در صحبت درويشا نست

وقال

نظر كردن بدرويشان منافئ بزركى نيست سليمان با جنان حشمت نظرها بودبا مورش

قيل ان الله تعالى اختار الفقر لرسول الله صلى الله عليه وسلم نظرا لقلوب الفقراء حتى يتسلى الفقير بفقره كما يتسلى الغنى بماله وليدل على هوان الدنيا عند الله تعالى { انهم ملاقوا ربهم } يوم القيامة فيقتص لهم ممن ظلمهم كما فى الكواشى او انهم فائزون فى الآخرة بلقاء الله تعالى وحسن جزائه كأنه قيل لا اطردهم ولا ابعدهم عن مجلسى لانهم مقربون فى حضرة القدس وكيف اذل من اعزه الله تعالى { ولكنى اراكم قوما تجهلون } ما امرتكم به وما جئتكم به قال ابو الليث.
وقال فى الارشاد تجهلون بكل ما ينبغى ان يعلم ويدخل فيه جهلهم بلقائه تعالى وبمنزلتهم عنده وباستيجاب طردهم لغضب الله تعالى