خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ
٥٠
-هود

روح البيان في تفسير القرآن

{ والى عاد } قبيلة من العرب بناحية اليمن فهو متعلق بمضمر معطوف على قوله تعالى ارسلنا فى قصة نوح وهو الناصب لقوله { اخاهم } وتقديم المجرور على المنصوب ههنا للحذار من الاضمار قبل الذكر. والمعنى وارسلنا الى عاد اخاهم اى واحد منهم فى النسب من قولهم ويا اخا العرب يا اخا بنى تميم يريدون يا واحدا منهم { هودا } وكان عليه السلام من جملتهم فانه هود بن عبد الله بن رباح بن الخلود بن عوص بن ارم بن سام بن نوح. وقيل هود بن شالخ بن افخشد بن سام بن نوح ابن عم ابى عاد.
قال الكاشفى [عاد جهارم بدر هودست وعاد بسر عوص بن ارم بن سام بن نوح است وبرين قول از ابناء عم عاد باشد] قال بعضهم عاد هو اسم القبيلة وهى الفروع المنشعبة من اصل واحد فيكون اسم الاب الكبير فى الحقيقة والتعبير باخص الاوصاف التى هى الاخوة بمعنى انتساب شخصين الى صلب واحد او رحم واحد او الى صلب ورحم معا ككونه كذلك بالنسبة الى اتحاد الاب. وقال بعضهم هو اسم ملكهم وانما جعل واحدا منهم لانهم افهم لقوله واعرف بحاله فى صدقه وامانته وارغب فى اقتفائه
قيل ان هودا مكث فى ديار قومه اربعين سنة يعبد الله ويتجنب اصنامهم فنزل عليه جبريل بالرسالة الى بنى عاد فذهب هود اليهم وهم بالاحقاق متفرقون وهى الرمال والتلال وجعل يدعوهم الى عبادة الله تعالى وترك عبادة الاصنام كما قال تعالى { قال } استئناف بيانى كأنه قيل ماذا قال لهم فقيل قال { يا قوم } [اى كروه من] { اعبدوا الله } وحده لانه { ما لكم من اله غيره } فخصوه بالعبادة ولا تشركوا به شيئا وغيره بالرفع صفة لاله باعتبار محله { ان انتم الا مفترون } اى ما انتم باتخاذكم الاصنام شركاء الا مفترون على الله الكذب
قال فى التأويلات النجمية يشير بهود الى القلب وبعاد الى النفس وصفاتها فان القلب اخو عاد النفس كما ارسلنا نوح الروح الى قومه وبهذا المعنى يشير الى ان القلب قابل لفيض الحق تعالى كما ان الروح قابل لفيضه قال يا قوم اعبدوا الله يشير الى النفس وصفاتها ان يتوجهوا لعبودية الحق وطلبه ما لكم من اله غيره اى شيء دونه لاستحقاق معبوديتكم ومحبوبيتكم ومطلوبيتكم ان انتم الا مفترون فيما تتخذون الهوى والدنيا معبودا ومطلوبا