خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَآ أَلاَ بُعْداً لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ
٩٥
-هود

روح البيان في تفسير القرآن

{ كأن لم يغنوا فيها } اى لم يقيموا فى ديارهم احياء متصرفين مترددين { ألا بعدا لمدين } اى هلاكا لاهل مدين.
واعلم ان بعدا وسحقا ونحوهما مصادر قد وضعت مواضع افعالها التى لا يستعمل اظهارها. ومعنى بعدا بعدوا اى هلكوا. وقوله لمدين بيان لمن نبه عليه بالبعد نحو هيت لك.
قال الكاشفى [بدانيدكه هلا كيست قوم مدين را ودورى از رحمت من] { كما بعدت ثمود } اى هلكت شبه هلاكهم بهلاكهم لانهما اهلكتا بنوع من العذاب وهو الصيحة كما مر آنفا. والجمهور على كسر العين من بعدت على انها من بعد يبعد بكسر العين فى الماضى وفتحها فى المضاوع بمعنى هلك يهلك ارادت العرب ان تفرق بين البعد بمعنى الهلاك وبين البعد الذى هو ضد القرب ففرقوا بينهما بتغيير البناء فقالوا بعد بالضم فى ضد القرب وبعد بالكسر فى ضد السلامة والبعد بالضم والسكون مصدر لهما والبعد بفتحتين انما يستعمل فى مصدر مكسور العين.
وفى الآية اشارة الى ان الكفرة واهل الهوى افسدوا الاستعداد الروحانى الفطرى فى طلب الدنيا واستيفاء شهواتها والاستكبار عن قبول الحق والهدى وادى تمردهم عن الحق وتماديهم فى الباطل الى الهلاك صورة ومعنى. اما صورة فظاهر. واما معنى فلانهم ابعدوا عن جوار الله وطيب العيش معه الى اسفل سافلين القطيعة فبقوا فى نار الفرقة لا يحيون ولا يموتون وما انتفعوا بحياتهم فصاروا كالاموات وكما ان الصيحة من جبرائيل اهلكتهم فكذا النفخة من شعيب احيت المؤمنين لان انفاس الانبياء والاولياء كنفخ اسرافيل فى الاحياء اذا كان المحل صالحا لطرح الروح فيه كجسد الا كسير: قال فى المثنوى

سازد اسرافيل روزى ناله را جان دهد بوسيده صد ساله را[1]
هين كه اسرافيل وقتند اوليا مرده را زيشان حياتست ونما
جان هر يك مرده از كور تن برجهد زآواز شان اندر كفن
سركشى از بندكان ذو الجلال وانكه دارند از وجود توملال[2]
كهربا دارند جون بيدا كنند كاه هستى ترا شيدا كنند
كهرباى خويش جون بنهان كنند زود تسليم ترا طغيان كنند

قد سبق ان قوم شعيب عدوه ضعيفا فيما بينهم وما عرفوا ان الله القوى معه

كرتو بيلى خصم تو از تو رميد نك جزا طيرا ابابيلت رسيد[3]
كر ضعيفى درزمين خواهد امان غلغل افتد در سمباه آسمان
كر بدندانش كزى برخون كنى درد دندانت بكيرد جون كنى
هر ييمبر فرد آمد در جهان فرد بود وصد جهانش درنهان[4]
ابلهان كفتند مردى بسش نيست واى آن كو عاقبت انديش نيست

فعلى الصالحين ان يعتبروا باحوال الصالحين فانهم قد اخذوا الدنيا وآثروها على الآخرة ثم سلبهم الله اموالهم وديارهم كأن لم ينتفعوا بشيء ولم يقيموا فى دار.
"وعن جابر بن عبد الله انه قال شهدت مجلسا من مجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ اتاه رجل ابيض الوجه حسن الشعر واللون عليه ثياب بيض فقال السلام عليك يا رسول الله فقال عليه السلام عليك السلام فقال يا رسول الله ما الدنيا قال هى حلم المنام واهلها مجازون ومعاقبون قال يا رسول الله وما الآخرة قال عيش الابد فريق فى الجنة وفريق فى السعير فقال يا رسول الله فما الجنة قال بذل الدنيا لطالبها نعيمها لاهلها ابدا قال فما جهنم قال بذل الآخرة لطالبها لا يفارقها اهلها ابدا قال فما خير هذه الامة قال الذى يعمل بطاعة الله قال فكيف يكون الرجل فيها قال مشمرا كطالب القافلة قال فكم القرار بها قال كقدر المتخلف عن القافلة قال فكم ما بين الدنيا والآخرة قال غمضة عين قال فذهب الرجل فلم ير فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا جبريل اتاكم ليزهدكم فى الدنيا ويرغبكم فى الآخرة" كذا فى تنبيه الغافلين: قال السعدى قدس سره

يكى بر سركور كل ميسر شت كه حاصل كندزان كل كورخشت
بانديشه لختى فرو رفت بير كه اى نفس كوته نظر بند كير
جه بندى درين خشت زرين دلت كه يك روز خشتى كند از كلت
تو غافل در انديشه سود ومال كه سرمايه عمر شد بإيمال
دل اندر دلارام دنيا سبند كه ننشست باكس كه دل برنكند
بر مرد هشيار دنيا خسست كه هر مدتى جاى ديكر كسست