خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـٰذَا وَٱسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ ٱلْخَاطِئِينَ
٢٩
-يوسف

روح البيان في تفسير القرآن

{ يوسف } اى قال العزيز يا يوسف { اعرض عن هذا } الامر وعن التحديث به واكتمه حتى لا يشيع فيعيرونى

قدم ازراى غمازى بدرنه كه باشدبرده بوش ازبر ده دربه

{ واستغفرى } انت يا زليخا { لذنبك } الذى صدر عنك وثبت عليك { انك كنت } بسبب ذلك { من الخاطئين } من جملة القوم الذن تعمدوا للخطيئة والذنب يقال خطئ اذا اذنب عمدا والتذكير لتغليب الذكور على الاناث وفى الحديث "كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون" وكان العزيز رجلا حليما فاكتفى بهذا القدر فى مؤاخذتها كما قال المولى الجامى

عزيز اين كفت وبيرون شد زخانه بخوش خوبى سمؤ شد درزمانه
تحمل دلكش است اما نه جندين نكر خويى خوشست امانه جندين
جومر داززن بخوش خويى كشدبار زخوش خويى ببد رويى كشدكار
مكن باكارزن جندان صبورى كه افتد رخنه درسد غيورى

وقيل كان قليل الغيرة -وروى- انه حلف ان لا يدخل عليها الا اربعين يوما واخرج يوسف من عندها وشغله فى خدمته وبقيت زليخا لا ترى يوسف

دريغ آن صيد كزدامم برون رفت دريغ آن شهد كزكامم برون رفت
عزيمت كرد روزى عنكبوتى كه بهر خود كند تحصيل قوتى
بجابى ديد شهبازى نشسته زقيد دست شاهان بازرسته
بكرد اوتنيدن كرد آغار كه بندد بال وبرش را زبرواز
زمانى كار در بيكار او كرد لعاب خودهمه دركاروا كرد
جون آن شهباز كرد ازوى كناره نماند غير تارى جند باره
منم آن عنكبوت زارو رنجور فتاده ازمراد خويشتن دور
رك جانم كسسته همجو تارش نكشته مرغ اميد شكارش
كسسته تارم از هركار وبارى بدستم نيست جز بكسسته تارى

والاشارة ان يوسف القلب لما رأى برهان ربه وهو نظر نور العناية التى من نتائجها القناعة وهرب من زليخا الدنيا وما انخدع من زينتها وشهواتها اتبعته زليخا الدنيا { { واستبقا الباب } وهو الموت فان الموت باب بين الدنيا والآخرة وكل الناس داخله فمن زحزح عن باب دار الدنيا دخل باب الدار الآخرة لان من مات قامت قيامته فتعلقت زليخا الدنيا بيد شهواتها بذيل قميص بشرية يوسف القلب قبل خروجه من باب الموت الحقيقى { { وقدت قميصه } فقدت قميص بشريته { { من دبر } فلما خرج يوسف القلب من باب موت البشرية والصفات الحيوانية واتبعته زليخا الدنيا { { والفيا سيدها لدى الباب } وهو صاحب ولاية تربية يوسف القلب وزوج زليخا الدنيا وانما سمى سيدها لان اصحاب الولايات هم سادة الدنيا والآخرة وهم الرجال الحقيقية المتصرفون فى الدنيا كتصرف الرجل فى امرأته { { قالت ما جزاء من اراد باهلك سوأ } ما جزاء قلب يتصرف فى الدنيا بالسوء وهو خلاف الشريعة ووفق الطبيعة { { الا ان يسجن } فى سجن الصفات الذميمة النفسانية { { او عذاب اليم } اى يعذب بالم البعد والفراق { { قال } يوسف القلب واظهر عداوة زليخا الدنيا بعد ان تخرق قميص بشريته وخرج من باب الموت عن صفاتها { { هى راودتنى عن نفسى } لانها كانت مأمورة بخدمتى كما قال (يا دنيا اخدمى من خدمنى) وانى كنت فارا منها لقوله { { ففروا الى الله } } { { وشهد شاهد من اهلها } اى حكم بينهما حاكم وهو العقل الغريزى دون العقل المجرد فان الغريزى دنيوى والمجرد اخروى. فالمعنى ان حاكم العقل الغريزى الذى هو من اهل زليخا حكم { { ان كان قميصه قد من قبل } اى ان كان قميص بشرية يوسف القلب قد من قبل يدل على ان التابع كان يوسف القلب على قدمى الهوى والحرص فعدل عن الصراط المستقيم العصمة وقد قميص بشريته من قبل { { فصدقت } زليخا الدنيا انها متبوعة { { وهو من الكاذبين } فى دعواه انها راودتنى عن نفسى واتبعتنى { { وان كان قميصه قد من دبر فكذبت } زليخا الدنيا انها متبوعة { { وهو من الصادقين } يعنى يوسف القلب صادق فى ان زليخا الدنيا راودته عن نفسه واتبعته وانه متبوع { { فلما رأى قميصه قد من دبر } ميز حاكم العقل ان يد تصرف زليخا الدنيا لا تصل الى يوسف القلب الا بواسطة قميص بشريته { { قال انه } اى التعلق بقميص بشريته يوسف القلب { { من كيدكن } اى من كيد الدنيا وشهواتها { { ان كيدكن عظيم } لأنكن تكدن فى امر عظيم وهو قطع طريق الوصول الى الله العظيم على القلب السليم { يوسف اعرض عن هذا } اى يا يوسف القلب اعرض عن زليخا الدنيا فان كثرة الذكر تورث المحبة وحب الدنيا رأس كل خطيئة { واستغفرى لذنبك } يا زليخا الدنيا { انك كنت } بزينتك وشهواتك قاطعة طريق الله تعالى على يوسف القلب وانت فى ذلك { من الخاطئين } الذين ضلوا عن الطريق واضلوا كثيرا كذا فى التأويلات النجمية نفعنا الله بحقائقها