خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالَ رَبِّ ٱلسِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِيۤ إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ ٱلْجَاهِلِينَ
٣٣
-يوسف

روح البيان في تفسير القرآن

{ قال } مناجيا لربه { رب السجن } الذى اوعدتنى بالالقاء فيه وهو بالفارسية [زندان] { احبّ الى مما يدعوننى اليه } اى آثر عندى من موافقتها لان للاول حسن العاقبة دون الثانى

عجب درمانده ام دركار اينان مرازنداد به از ديدار اينان
به از صد سال در زندان نشينم كه يكدم طلعت اينان به بينم
بنا محرم نظر دلرا كند كور زدو لتخانه قرب افكند دور

وعند ذلك بكت الملائكة رحمة له وهبط اليه جبريل فقال له يا يوسف يقرئك السلام ويقول لك اصبر فان الصبر مفتاح الفرج وعاقبته محمودة واسناد الدعوة اليهن جميعا لانهن تنصحن له وخوفنه من مخالفتها او لانهن جميعا دعونه الى انفسهن كما ذكر
قال بعض الحكماء لو قال رب العافية احب الىّ لعافاه الله ولكن لما نجا بدينه لم يبال ما اصابه فى الله والبلاء موكل بالمنطق
"وعن معاذ سمع النبى صلى الله عليه وسلم رجلا يقول اللهم انى اسألك الصبر قال سألت البلاء فاسأل العافية"
قال الشيخ سعدى [فى كتاب الكلستان بارسايى را ديدم كه بركنار دريا زحم بلنك داشت وبه هيج دارو به نمى شد ومدتها دران رنجورى بودومدام شكر خدا مى كزاريد برسيدندش كه جه شكر كنى كفت شكر آنكه بمصيبتى كرفتارم نه بمعصيتى بل مردان خدا مصيبت بر معصيت اختيار كنند نه بينى كه يوسف صديق دران حالت جه كفت قال رب السجن الآية]

كرمى بكشتن دهد آن يار عزيز تانكويى كه دران دم غم جانم باشد
كويم از بنده مسكين جه كنه صادر شد كودل أزرده شد ازمن غم آنم باشد

{ والا } وان لم { تصرف عنى كيدهن } [واكر نكردانى از من مكر وفريب ايشانرا يعنى مرا در بناه عصمت نكيرى] { اصب اليهن } امل الى جانبهن على قضية الطبيعة وحكم القوة الشهوية اى ميلا اختياريا قصديا والصبوة الميل الى الهوى ومنه الصبا لان النفوس تصبو اليها لطيب نسيمها وروحها. وهذا فزع منه الى الطاف الله جريا على سنن الانبياء والصالحين فى قسر نيل الخيرات والنجاة من الشرور على جناب الله وسلب القوى والقدر عن انفسهم ومبالغة فى استدعاء لطفه فى صرف كيدهن باظهار ان لا طاقة له بالمدافعة كقول المستغيث ادركنى والا هلكت لانه يطلب الاجبار والالجاء الى العصمة والعفة وفى نفسه داعية تدعوه الى هواهن { واكن من الجاهلين } اى الذين لا يعملون بما يعلمون لان من لم يعمل بعلمه هو الجاهل سواء او من السفهاء بارتكاب ما يدعوننى اليه لان الحكيم لا يفعل القبيح
وفيه دلالة بينة على ان ارتكاب الذنب والمعصية على جهل وسفاهة وان من زنى فقد دخل من جملة الكاذبين فى الجهل