خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوۤءٍ قَالَتِ ٱمْرَأَتُ ٱلْعَزِيزِ ٱلآنَ حَصْحَصَ ٱلْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدْتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ ٱلصَّادِقِينَ
٥١
-يوسف

روح البيان في تفسير القرآن

فلما حضرن { قال } الملك لهن { ما خطبكن } اى شأنكن العظيم { اذ راودتن } ظاهر الآية يدل على انهن جميعا قد راودن لا امرأة العزيز فقط فلا يعدل عنه الا بدليل والمراودة المطالبة { يوسف } وخادعتنه { عن نفسه } هل وجدتن منه ميلا اليكن

كزان شمع حريم جان جه ديديدكه بروى تيغ بدنامى كشيديد
زرويش در بهار وباغ بوديد جراره سوى زندانش نموديد
بتى كازار باشد برتنش كل كى ازدانا سزد بر كردنش غل
كلى كش نيست تاب باد شبكير ببايش جون نهد جزآب زنجير

{ قلن } اى جماعة النساء مجيبة للملك { حاش لله } اصله حاشا بالالف فحذفت للتخفيف وهو فى الاصل حرف وضع هنا موضع المصدر اى التنزيه واللام لبيان من يبرأ وينزه وقد سبق فى هذه السورة فهو تنزيه له وتعجب من قدرته على خلق عفيف مثله. والمعنى بالفارسية [با كست خداى تعالى آزانكه عاجز باشد از آفريدن مرد باكيزه جو يوسف] { ما علمنا عليه من سوء } من ذنب وخيانة>

زيوسف ما يجز باكى نديديم بجز عز وشرفنا كى نديديم
نباشددر صدف كوهر جنان باك كه بود ارتهمت آن جان جهان باك

{ قالت امرأة العزيز } اى زليخا وكانت حاضرة فى المجلس.
قال الكاشفى [جون زليخا ديدكه جزراستى فائده ديكر نيست وى نيز بباكى يوسف اقرار كرد] { الآن } ارادت بالآن زمان تكلمها بهذا الكلام لا زمان شهادتهن { حصص الحق } اى وضح وانكشف وتمكن فى القلوب والنفوس { انا راودته عن نفسه } [مى جستم يوسف را از نفس او وآرزوى وصال كردم] لا انه راودنى عن نفسى { وانه لمن الصادقين } اى فى قوله هى راودتنى عن نفسى: قال المولى الجامى

بجرم خويش كرد اقرار مطلق برأمد زوصداى حصحص الحق
بكفتا نيست يوسف را كناهى منم در عشق اوكم كرده راهى
نخست اورا بوصل خويش خواندم جوكام من نداد از بيش راندم
بزندان از ستمهاى من افتاد دران غمها زغمهاى من افتاد
غم من جون كذشت ازحدوغايت بجانش كرد حال من سرايت
جفايى كر رسيد اورا زجافى كنون واجب بود اورا تلافى
هر احسان كايد از شاه نكوكار بصد جندان بود يوسف سزاوار

قال ابن الشيخ لما علمت زليخا ان يوسف راعى جانبها حيث قال { { ما بال النسوة اللاتى قطعن ايديهن } فذكرهن ولم يذكر اياها مع ان الفتن كلها انما نشأت من جانبها وجزمت بان رعايته اياها انما كانت تعظيما لجانبها واخفاء للامر عليها فارادت ان تكافئه على هذا الفعل الحسن فلذلك اعترفت بان الذنب كله كان من جانبها وان يوسف كان بريئا من الكل - روى - ان امرأة جاءت بزوجها الى القاضى وادعت عليه المهر فامر القاضى بان تكشف عن وجهها حتى يتمكن الشهود من اداء الشهادة على وجهها فقال الزوج لا حاجة الى ذلك فانى مقر بصدقها فى دعواها فقالت المرأة لما اكرمتنى الى هذا الحد فاشهدوا انى ابرأت ذمتك عن كل حق كان لى عليك.
قال فى الارشاد فانظر ايها المتصف هل ترى فوق هذه المرتبة نزاهة حيث لم تتمالك الخصماء عدم الشهادة بها والفضل ما شهدت به الخصماء.
قال بعض ارباب التأويل ان قول نسوة القوى { حاش لله } وقول امرأة العزيز التى هى النفس الامارة { الآن حصحص الحق } اشارة الى تنور النفس والقوى بنور الحق واتصافها بصفة الانصاف والصدق وحصول ذلك انما هو بتكميل الاسماء السبعة او الاثنى عشر فى سجن الخلوة فان القلب بهذه الخلوة والتكميل يصل الى نور الوحدة ويحصل للنفس التزكية والاطمئنان والاقرار بفضيلة القلب وصدقه وبراءته فان من كمال اطمئنان النفس اعترافها بالذنب واستغفارها مما فرط منها حالة كونها امارة والصدق فى الاعمال كونها موافقة لرضى الله تعالى وخالية عن الاغراض وفى الاحوال كونها على وفق رضى الله تعالى وطاهرة عن الصفات النفسانية