خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَلَمَّآ أَن جَآءَ ٱلْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَىٰ وَجْهِهِ فَٱرْتَدَّ بَصِيراً قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ إِنِّيۤ أَعْلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ
٩٦
-يوسف

روح البيان في تفسير القرآن

{ فلما ان } ان صلة اى زائدة لتأكيد الفعلين واتصالهما حتى كأنهما وجدا فى جزء واحد من الزمان من غير وقت { جاءه البشير } [مزده دهنده] وهو يهودا { القاه على وجهه } طرح البشير القميص على وجه يعقوب { فارتد } الارتداد انقلاب الشيء الى حال كان عليها وهو من الافعال الناقصة اى عاد ورجع { بصيرا } بعدما كان قد عمى ورجعت قوته وسروره بعد الضعف والحزن

داشت در بيت حزن جامى جاى جاءه منك بشيرا فنجا

قال فى التأويلات النجمية { فلما ان جاءه البشير } من حضرة يوسف القلب الى يعقوب الروح بقميص انوار الجمال { القاه على وجهه فارتد بصيرا } يشير الى ان الروح كان بصيرا فى بدوة الفطرة ثم عمى لتعلقه بالدنيا وتصرفه فيها ثم ارتد بصيرا بوارد من القلب

ورد البشير بما اقر الاعينا وشفى النفوس فنلن غايات المنى
وتقاسم الناس المسرة بينهم قسما فكان اجلهم حظا انا

وفيه اشارة الى ان القلب فى بدو الامر كان محتاجا الى الروح فى الاستكمال فلما كمل وصلح لقبول فيضان الحق بين الاصبعين ونال مملكة الخلافة بمصر القرية فى النهاية صار الروح محتاجا اليها لاستنارته بانوار الحق وذلك لان القلب بمثابة المصباح فى قبول نار الالهية والروح بمثابة الزيت فيحتاج المصباح فى البداية الى الزيت فى قبول النار ولكن الزيت يحتاج الى المصباح وتركيبه فى النهاية ليقبل بواسطته النار فان الزيت بلا مصباح وآلاته ليس قابلا للنار فافهم جدا { قال ألم اقل لكم اني اعلم ما لا تعلمون } اي ألم اقل لكم يا بنى حين ارسلتكم الى مصر وامرتكم بالتجسس ونهيتكم عن اليأس من روح الله انى اعلم من الله ما لا تعلمون من حياة يوسف وانزال الفرج - وروى - انه سأل البشير كيف يوسف فقال هو ملك مصر قال ما اصنع بالملك وعلى أي دين تركته قال على دين الاسلام قال الآن تمت النعمة