خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالَ هَؤُلآءِ بَنَاتِي إِن كُنْتُمْ فَاعِلِينَ
٧١
-الحجر

روح البيان في تفسير القرآن

{ قال هؤلاء بناتى } اى بنات قومى فازوجهن اياكم او تزوجوهن ففى الكلام حذف وانما جعل بنات قومه كبناته فان كل نبى ابو امته من حيث الشفقة والتربية رجالهم بنوه ونساؤهم بناته او اراد بناته الصلبية اى فتزوجوهن ولا تتعرضوا للاضياف وقد كانوا من قبل يطلبونهن ولا يجيبهم لخبثهم وعدم كفاءتهم لا لعدم مشروعية النكاح بين المسلمات والكفار فان نكاح المؤمنات من الكفار كان جائزا فاراد ان يقى اضيافه ببناته كرما وحمية.
وقيل كان لهم سيدان مطاعان فاراد ان يزوجهما ابنتيه ايثا وزعورا { ان كنتم فاعلين } قضاء الشهوة فيما احل الله دون ما حرم فان الله تعالى خلق النساء للرجال لا الرجال للرجال.
وفى الآيات فوائد.
الاولى ان اكرام الضيف ورعاية الغرباء من اخلاق الانبياء والاولياء وهو من اسباب الذكر الجميل: قال الحافظ

تيمار غريبان سبب ذكر جميلست جانا مكراين قاعده درشهر شمانيست

وقال السعدى قدس سره

غريب آشنا باش وسياح دوست كه سياح جلاب نام نكوست

وفى الحديث "من اقام الصلاة وآتى الزكاة وصام رمضان وقرى الضيف دخل الجنة" كما فى الترغيب.
والثانية انه لا بد لكل مؤمن متق ان يسد باب الشر بكل ما امكن له من الوجوه ألا ترى ان لوطا عليه السلام لما لم يجد مجالا لدفع الخبيثين عرض عليهم بناته بطريق النكاح وان كانوا غير اكفاء دفعا للفساد.
والثالثة ان محل التمتع هى النساء لا الرجال كما قالوا ضرر النظر فى الامرد اشد لامتناع الوصول فى الشرع لانه لا يحل الاستمتاع بالامرد ابدا: قال السعدى قدس سره

خرابت كند شاهد خانه كن برو خانه آباد كردان بزن
نشايد هوس باختن باكلى كه هر بامدادش بود بلبلى
مكن بد بفرزند مردم نكاه كه فرزند خويشت برآيد تباه
جرا طفل يكروزه هوشش نبرد كه در صنع ديدن جه بالغ جه خرد
محقق همى بيند از آب وكل كه در خو برويان جين وجكل