خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَٱصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ ٱلْمُشْرِكِينَ
٩٤
-الحجر

روح البيان في تفسير القرآن

{ فاصدع بما تؤمر } ما موصولة والعائد محذوف اى فاجهر بما تؤمر به من الشرائع اى تكلم به جهارا واظهره وبالفارسية [بس آشكارا كن وبظاهر قيام نمادى بآنجه فرستاده اند ازاوامر ونواهى] يقال صدع بالحجة اذا تكلم بها جهارا من الصديع وهو الفجر اى الصبح او فاصدع فافرق بين الحق والباطل واكشف الحق وابنه من غيره من الصدع فى الزجاجة وهو الابانة كما قال فى القاموس الصدع الشق فى شيء صلب ثم قال وقوله تعالى { فاصدع بما تؤمر } اى شق جماعاتهم بالتوحيد.
وفى تفسير ابى الليث كان رسول الله عليه السلام قبل نزول هذه الآية مستخفيا لا يظهر شيئا مما انزل الله تعالى حتى نزل { فاصدع بما تؤمر }.
يقول الفقير كان عليه الصلاة والسلام مأمورا باظهار ما كان من قبيل الشرائع والاحكام لا ما كان من قبيل المعارف والحقائق والحقائق فانه كان مأمورا باخفائه الا لاهله من خواص الامة وقد توارثه العلماء بالله الى هذا الآن كما قال المولى الجامى

رسيد جان بلب ودم نمى توانم زد كه سر عشق همى ترسم آشكار شود

واما ما صدر من بعضهم من دعوى المأمورية فى اظهار بعض الامور الباعثة على تفرق الناس واختلافهم فى الدين فمن الجهل بالمراتب وعدم التمييز بين ما كان ملكيا ورحمانيا وبين ما كان نفسانيا وشيطانيا فان الطريق والمسلك والمطلب عزيز المنال والله الهادى الى حقيقة الحال

نكته عرفان مجو از خاطر آلود كان جوهر مقصود را دلهاى باك آمد صدف

{ واعرض عن المشركين } اى لا تلتفت الى ما يقولون ولا تبال بهم ولا تقصد الانتقام منهم.
فان قلت قد دعا النبى عليه الصلاة والسلام على بعض الكفار فاستجيب له كما
"روى انه مر بالحكم ابن العاص فجعل الحكم يغمز به عليه السلام فرآه فقالاللهم اجعل به وزغا فرجف وارتعش مكانه" والوزغ والارتعاش وهذا لا ينافى ما هو عليه من الحلم والاغضاء على ما يكره.
قلت ظهر له فى ذلك اذن من الله تعالى ففعل ما فعل وهكذا جميع افعاله واقواله فان الوارث الكامل لا يصدر منه الا ما فيه اذن الله تعالى فما ظنك باكمل الخلق علما وعملا وحالا