خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ ٱلَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ
٢٥
-النحل

روح البيان في تفسير القرآن

{ ليحملوا اوزارهم } [بار كناهان خودرا] واللام للعاقبة اذ لم يكن داعيهم الى ذلك القول حمل الاوزار ولكن الاضلال غير ان ذلك لما كان نتيجة قولهم وثمرته شبه بالداعى الذى لاجله يفعل الفاعل الفعل كما فى بحر العلوم. وقال فى الارشاد اللام للتلعيل فى نفس الامر من غير ان يكون غرض اى قالوا ما قالوا ليحملوا اوزارهم الخاصة بهم وهى اوزار ضلالهم اى تحتم حمل الاوزار عليهم على تقدير التعليل. والاوزار جمع وزر وهو الثقل والحمل الثقيل { كاملة } لم يكفر منها شئ بنكبة اصابتهم فى الدنيا كما يكفر بها اوزار المؤمنين فان ذنوبهم تكفر عنهم من الصلاة الى الصلاة ومن رمضان الى رمضان ومن الحج الى الحج وتكفر بالشدائد والمصائب اى المكروهات من الآلام والاسقام والقحط حتى خدش العود وعثرة القدم { يوم القيامة } ظرف ليحملوا { ومن اوزار الذين يضلونهم } اى وبعض اوزار من ضل باضلالهم وهو زر الاضلال والتسبيب للضلال لانهما شريكان هذا يضله وهذا يطاوعه فيتحاملان الوزر وفى الحديث "من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها على يوم القيامة" : وفى المثنوى.

هر كه بنهد سنت بد اى فتى تادر افتد بعداو خلق ازعمى
جمع كردد بروى آن جمله بزه كوسرى بوده است وايشان دم غزه

{ بغير علم } حال من الفاعل اى يضلونهم غير عالمين بان ما يدعون اليه طريق الضلال وبما يستحقونه من العذاب الشديد فى مقابلة الاضلال او من المفعول اى يضلون من لا يعلم انهم ضلال وفائدة التقييد بها الاشعار بان مكرهم لا يروج عند ذوى لب وانما يتبعهم الاغبياء والجهلة والتنبيه على ان جهلهم ذلك لا يكون عذرا اذ كان يجب عليهم ان يبحثوا ويميزوا بين المحقق الحقيق بالاتباع وبين المبطل.

جشم باز وكوش باز ودام بيش سوى دامى مى برد باير خويش

{ ألا ساء ما يزرون } ساء فى حكم بئس والضمير الذى فيه يجب ان يكون مبهما يفسره ما يزرون والمخصوص بالذم محذوف اى بئس شيأ يزرونه اى يحملونه فعلهم. وبالفارسية [بدانيد كه بدكاريست آن بارى كه ايشان مى كشند]. واعلم انه لا يحمل احدورر احد اذ كل نفس تحمل ما كسبت هى لا ما كسبت غيرها اذ ليس ذلك من مقتضى الحكمة الالهية واما حمل وزر الاضلال فهو حمل وزر نفسه لانه مضاف اليه لا الى غيره. فعلى العاقل ان يجتنب من الضلال والاضلال فى مرتبة الشريعة والحقيقة فمن حمل القرآن على الاساطير ودعا الناس الى القول بها فقد ضل واضل وكذا من حمل إشارات القرآن على الاباطيل لا على الحقائق فانه ضل بالانكار واضل طلاب الحق عن طريق الاقرار فحمل حجاب الضلال وحجاب الاضلال وكلما تكاثف الحجب وتضاعف الاستار بعد المرؤ عن درك الحق ورؤية الآثار والمراد بالاشاراة الصحيحة المشهود لحقيتها بالكتاب ولاسنة وهى الاشارات الملهمة الى اهل الوصول لا الاشارات التى تدعيها الملاحدة وجهلة المتصوفة مما يوافق هواهم فانها ليست من الاشارات فى شئ كما قال فى المثنوى.

بر هوا تأويل قرآن ميكنى بست وكز شد از تومعنئ سنى
آن مكس بر برك كاه وبول خر همجو كشتيبان همى افراشت سر
كفت من دريا وكشتى خوانده ام مدتى درفكر آن مى ما نده ام
اينك اين دريا واين كشتى ومن مرد كشتيبان واهل ورأى زن
بر سر دريا همى راند او عمد مى نمودش آن قدر بيرون زحد
صاحب تأويل باطل جون مكس وهم او بول خر وتصوير خس
كرمكس تأويل بكذارد براى آن مكس را بخت كرداند هماى