خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ٱسْكُنُواْ ٱلأَرْضَ فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ ٱلآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً
١٠٤
-الإسراء

روح البيان في تفسير القرآن

{ وقلنا من بعده } اى من بعد اغراق فرعون { لبنى اسرائيل } اولاد يعقوب { اسكنوا الارض } التى اراد ان يستفزكم منها وهى ارض مصر ان صح انهم دخلوها بعده او الارض مطلقا { فاذا جاء وعد الآخرة } يعنى قيامة الساعة { جئنا بكم }[بياريم شما وايشانرا بحشره كاه] { لفيفا }[جماعتى آميخته باهم بس حكم كنيم ميان شما] تمييز سعداء واشقياء.
واللفيف الجماعات من قبائل شتى قد لف بعضها ببعض.
قال فى القاموس { جئنا بكم لفيفا } مجتمعين مختلطين من كل قبيلة انتهى.
وفى التأويلات النجمية اى يلتف الكافرون بالمؤمنين لعلهم ينجون بهم من العذاب فيخاطبون بقوله تعالى
{ وامتازوا اليوم ايها المجرمون } ولا ينفعهم التلفف بل يقال لهم { فريق فى الجنة وفريق فى السعير } انتهى.
يقول الفقير وذلك لان التلفف الصورى والارتباط الظاهرى لا ينفع الكفار والمنافقين اذ لم يجمع بينهم وبين المؤمنين الاعتقاد الخالص والعمل الصالح فكانوا كمن انكسرت فينتهم فتعلق من لا يحسن السباحة بالسباح فتعلقه هذا لا ينفعه اذ البحر عميق والساحل بعيد فكم من سباح لا ينجو فكيف غيره: سعدى

در آبى كه بيدا نباشد كنار غرور شناور نيايد بكار

وفى الحديث "من ابطأ به عمله لم يسرع به نسبه" يعنى من اخره فى الآخرة عمله السيئ او تفريطه فى العمل الصالح لم ينفعه شرف النسب من جهة الدنيا ولم ينجبر به نقيصته فان نسبه ينقطع هناك ألا ترى ان الغصن اليابس يقطع من الشجرة ليبوسته ورطوبة الباقى وغضارته اذ لا مناسبة بينه وبين الاغصان الغضة الطرية فهو وان كان غصن تلك الشجرة متعلقا بها منسوبا اليها لكنه ليبوسته حرى بالقطع وانما النسب المفيد هو نسبه التقوى ولذا قال عليه السلام "كل تقى نقى آلى" وكل من لم يكن متصفا بالتقوى والنقاوة فليس من آله كابى لهب ونحوه وليس له طريق ينتهى الى الله تعالى فياحسرة قوم ظنوا الوصول مع تضييع الاصول وبذل النقد فى الفضول وعرضت على بعض الاكابر عطية من الله تعالى بلا وساطة فقال لا اقبلها الا على يد محمد صلى الله عليه وسلم يعنى على الصراط السوى فجاءته من تم فقد ضوعفت فهذا شاهد بان صحة الاتصال بالله انما هى بصحة الاتصار بواسطة وهو الرسول صلى الله عليه وسلم وان الرسول وشريعته محك فتضرب المواهب والعطايا عليه فان جاءت موافقة لما امره قبلت والا ردت اذ يحتمل ان يكون ذلك من قبل الشيطان والنفس جاء ملبوسا بلباس الحق مزخرفا فلا بد من التمييز وهو من اصعب الامور فعليك ايها الاخ فى الله بالثبات والوقار ولا يستفزك العدو حتى لا تقع فى ورطة البوار: قال الحافظ

در راه عشق وسوسه اهر من بسيست هش دار وكوش دل بيبام سروش كن

والله المنجى والموافق { وبالحق انزلناه وبالحق نزل } اى وما انزلنا القرآن الا ملتبسا بالحق المقتضى لانزاله وما نزل الا ملتبسا بالحق الذى اشتمل عليه فالمراد بالحق فى كل من الموضعين معنى يغاير الآخر فلا يرد ان الثانى تأكيد للأول.
قال الكاشفى [درتيبان آمده كه با بمعنى على است ومراد ازحق محمد صلى الله عليه وسلم يعنى وعلى محمد نزل. درمدارك آورده احمد ابن ابى كجوارى كفت محمد بن سماك بيمارشد قاروزه او بطيب ترسا مى برديم مردى نيكو روى وخوشبووى وجامه باكيزه بوشيده بما رسيد وصورت حال برسيد بوى كفيتم فرمودكه سبحان الله در مهم دوست خدى تعالى از دشمن خداى استعانت مى كنيد باز كرديد وباين سماك بكوييدكه دست خود برموضع وجع بنه وبكوى.