خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

مَّن كَانَ يُرِيدُ ٱلْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً
١٨
-الإسراء

روح البيان في تفسير القرآن

{ من كان }[هركه باشد از روى خساست همت]{ يريد } باعماله { العاجلة } الدار الدنيا فقط اى ما فيها من فنون مطالبها وهم الكفرة والفسقة واهل الرياء والنفاق والمهاجر للدنيا والمجاهد لمحض الغنيمة والذكر { عجلنا له فيها } اى فى تلك العاجلة { ما نشاء } تعجيله له من نعيمها لا كل ما يريد فان الحكمة لا تقتضى وصول كل واحد الى جميع ما يهواه { لمن نريد } تعجيل ما نشاء له فانها لا تقتضى وصول كل طالب الى مرامه فان الله تعالى يبتلى بعض العباد بالطلب من غير حصول المطلوب وبعضهم يبتلى به بحصول المطلوب المشروط به اما مقارنا لطلبه واما بعده لان وقت الطلب قد يفارق وقت حصول المطلوب فيحصل الطلب فى وقت والمطلوب فى وقت وبعضهم لا يبتلى بالطلب بل يصل اليه الفيض بلا طلب فالاول طلب ولا شئ. والثانى طلب وشئ. والثالث شئ ولا طلب قوله { لمن نريد } بدل من الضمير فى له باعادة الجار بدل البعض فانه راجع الى الموصول المنبئ عن الكثرة { ثم جعلنا له } مكان ما جمعنا له { جهنم } وما فيها من اصناف العذاب { يصليها } يدخلها وهو حال من الضمير المجرور { مذموما } ملوما لان الذم اللوم وهو خلاف المدح والحمد يقال ذممته وهو ذميم غير حميد كما فى بحر العلوم { مدحورا } مطرودا من رحمة الله تعالى فان الدحر الطرد والابعاد.