خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً
٢٥
-الإسراء

روح البيان في تفسير القرآن

{ ربكم اعلم بما فى نفوسكم } بما فى ضمائركم من قصد البر والتقوى وكأنه تهديد على ان يضمر لهما كراهة واستثقالا { ان تكونوا صالحين } قاصدين الصلاح والبر دون العقوق والفساد { فانه } تعالى { كان للاوابين } اى الرجاعين اليه تعالى مهما فرط منهم مما لا يكاد يخلو عنه البشر { غفورا } لما وقع منهم من نوع تقصير او اذية فعليه او قولية.
قال الامام العزالىرحمه الله اكثر العلماء على ان طاعة الوالدين واجبة فى الشبهات ولم تجب فى الحرام المحض لان ترك الشبهة ورع ورضى الوالدين حتم اى واجب.
قيل اذا تعذر مراعاة حق الوالدين جميعا بان يتأذى احدهما بمراعاة الآخرة يرجح حق الاب فيما يرجع الى التعظيم والاحترام لان النسب منه ويرجح الحق الام فيما يرجع الى الخدمة والانعام حتى لو دخلا عليه يقوم للاب ولو سألا منه شيئا يبدأ فى الاعطاء بالام كما فى منبع الآداب.
قال الفقهاء تقدم الام على الاب فى النفقة اذا لم يكن عند الولد الا كفاية احدهما لكثرة تعبهما عليه وشفقتها وخدمتها ومعاناة المشاق فى حمله ثم وضعه ثم ارضاعه ثم تربيته وخدمته ومعالجة اوساخه وتمريضه وغير ذلك كما فى فتح القريب

جنت سراى ما درانست زير قدمات ما درانست
روزى بكن اى خدى مارا جيزى كه رضاى مادرانست

"- وشكا - رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم اباه وانه يأخذ ماله فدعا به فاذا شيخ يتوكأ على عصا فسأله فقال انه كان ضعيفا وانا قوى وفقيرا وانا غنى فكنت لا امنعه شيئا من مالى واليوم انا ضعيف وهو قوى وانا فقير وهو غنى ويبخل علىّ بماله فبكى عليه السلام فقال ما من حجر ولا مدر يسمع هذا الا بكى ثم قال للولد انت ومالك لابيك" وفى الحديث "رغم انفه فقيل من يا رسول الله قال من ادرك والداه عند الكبر احدهما او كلاهما ثم لم يدخل الجنة" يعنى بسبب برهما واحسانهما: وعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "لولا انى اخاف تغير الاحوال عليكم بعدى لامرتكم ان تشهدو الاربعة اصناف بالجنة. اولهم امرأة وهبت صداقها من زوجها لاجل الله تعالى وزوجها راض.
والثانى ذو عيال كثير يجهد فى المعيشة لاجلهم حتى يطعمهم الحلال. والثالث التائب على ان لا يعود اليه ابدا كاللبن لا يعود الى الثدى. والرابع البار بوالديه"
ويجب على الابوين ان لا يحملا الولد على العقوق بسوء المعاملة والجفاء ويعيناه على البر - وحكى - عن بعض العرفاء انه قال ان لى ابنا منذ ثلاثين سنة ما امرته بامر مخافة ان يعصينى فيحق عليه العذاب.
يقول الفقير فسد الزمان وتغير الاخوان ولنبك على انفسنا من سوء الاخلاق وقد كانت الصحابة رضى الله عنهم وهم يبكون دما من اخلاق النفس فما لنا لا نبكى ونحن منغمسون فى بحر الخطايا والذنوب متورطون فى بئر القبائح والعيون لا انصاف لنا فى حق انفسنا ولا فى حق الغير ونعم ما قال الحافظ حكاية لهذا التغير الناشئ من النفس الامارة بالسوء

هيج رحمى نه برادر به برادر دارد هيج شوقى نه بدررا به بسر مى بينم
دخترانرا همه جنكست وجدل بامادر بسرانرا همه بدخواه بدر مى بينم
جاهلان راهمه شربت ز كلا بست وعسل قوت دانا همه از قوت جكر مى بينم
اسب تازى شدة مجروح بزير بالانطوق زرين همه بركردن خر مى بينم.