خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً
٣١
-الإسراء

روح البيان في تفسير القرآن

{ ولا تقتلوا } يا معشر العرب { اولادكم } [فرزندان شما] { خشية املاق } مخافة الفقر ولا لغير مخافته الا ان الحال اقتضت ذلك يقال املق افتقر وقتلهم اولادهم وادهم بناتهم مخافة الفقر اى دفنها حية فنهاهم الله تعالى عنه وضمن لهم ارزاقهم فقال { نحن نرزقهم واياكم } لا غيرنا [بس غم روزى ايشان مخوريدكه هركرا اوجان دهد نان دهد]: سعدى

خداوند كارى كه عبدى خريد بدارد فكيف آنكه عبد آفريد
ترا نيست اين تكيه بر كردكار كه مملوك را بر خداوند كار

قال هرم لاويس القرنى اين تأمرنى ان اكون فاومأ الى الشام فقال الهرم كيف المعيشة بها قال اويس اف لهذه القلوب قد خالطها الشك فما تنفعها العظة { ان قتلهم كان خطأ كبير } ذنبا عظيما لما فيه من هدم بنيان الله وقطع النسل. والخطئ كالاثم وزنا ومعنى من خطئ وقرئ خطا بفتحتين بالقصر والمد.
اعلم ان من اول هذه الآية الى قوله تعالى { ملوما مدحورا } عشر آيات وهو اشارة الى تبديل عشر خصال مذمومة بعشر خصال محمودة.
اما المذمومات. فاولها البخل
وثانيها الامل وهما فى قوله تعالى { ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق } فان البخل وطول الامل حملهم على قتل اولادهم فدلهم على تبديلهما بالسخاء والتوكل بقوله { نحن نرزقهم واياكم } - يحكى - ان يحيى بن زكريا عليهما السلام لقى ابليس فى صورته فقال له يا ابليس اخبرنى باحب الناس اليك وابغض الناس اليك فقال احب الناس الى المؤمن البخيل وابغضهم الى الفاسق السخى قال يحيى وكيف ذلك قال لان البخيل قد كفانى بخله والفاسق السخى اتخوف ان يطلع الله عليه فى سخاه فيقبله ثم ولى وهو يقول لولا انك يحيى لم اخبرك. قالوا ولا ينبغى ان يلجئ اهل بيته على الزهد بل يدعوهم اليه فان اجابوا والا تركهم ووسع عليهم فى دنياهم من غير خروج عن حد الاعتدال وفعل بنفسه ما شاء.