خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاۤئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً
٦١
-الإسراء

روح البيان في تفسير القرآن

{ واذ قلنا للملائكة } اى واذكر وقت قولنا للملائكة ما عدا الارواح العالية وهم الملائكة المهيمة الذين لا شعور لهم بخلق آدم عليه السلام ولا بغيره لاستغراقهم فى شهود الحق تعالى { اسجدوا لآدم } تحية وتكريما لماله من الفضائل المستوجبة لذلك.
قال فى التأويلات النجمية ان الله خلق آدم فتجلى فيه فكانت السجدة فى الحقيقة للحق تعالى وكان آدم بمثابة الكعبة قبلة للسجود { فسجدوا } له من غير تلعثم اداء لحقه عليه السلام وامتثالا للامر فدل ائتمارهم باوامر الحق والانتهاء عن نواهيه على السعادة الازلية { الا ابليس } فانه ابى واستكبر فدل المخالفة ولاستكبار والاباء على الشقاوة الازلية اذ الابد مرآة الازل يظهر فيها صورة الحال سعادة وشقاوة.
قال فى بحر العلوم استثنىابليس من الملائكة وهو جنى لانه قد امر بالسجود معهم فغلبوا عليهم تغليب الرجال على المرأة فى قولك خرجوا الا فلانة ثم استثنى الواحد منهم استثناء متصلا { قال } اعتراضا وعجبا وتكبرا وانكارا عندما وبخه تعالى بقوله
{ يا ابليس مالك ان لا تكون مع الساجدين } { ءاسجد } وانا مخلوق من النصر العالى وهو النار.
قال الكاشفى [ايا سجده كنم يعنى نكنم] ولم يصح منى واستحال ان اسجد لان الاستفهام المعنى به الانكار يكون بمعنى النفى { لمن خلقت طينا } نصب على نزع الخافض اى من طين مثل واختار موسى قومه اى من قومه فاستحق اللعن والطرد والبعد.