خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي ءَادَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً
٧٠
-الإسراء

روح البيان في تفسير القرآن

قال الله تعالى { ولقد كرمنا بنى آدم } التكريم والا كرام بمعنى والاسم منه الكرامة والمعنى [بالفارسية وهر آيينه كرامى كرديم فرزندان آدم را].
قال المولى ابو السعود بنى آدم قاطبة تكريما شاملا لبرهم وفاجرهم.
وفى التأويلات النجمية خصصناهم بكرامة تخرجهم من حيز الاشتراك وهى على ضربين جسدانية وروحانية فالكرامة الجسدانية عامة يستوى فيها المؤمن والكافر وهى تخمير طينته بيده اربعين صباحا وتصويره فى الرحم بنفسه وانه تعالى صوره فاحسن صورته وسواه فعدله فى أى صورة ما شاء ركبه ومشاه سويا على صراط مستقيم مستقيم القامة اخذا بيديه آكلا باصابعه مزينا باللحى والذوائب صانعا بانواع الحرف والكرامة الروحانية على ضربين خاصة وعامة فالعامة ايضا يستوى فيها المؤمن والكفار وهى ان كرمة بنفخه فيه من روحه وعلمه الاسماء كلها وكلمه قبل ان خلقه بقوله ألست بربكم فاسمعه خطابه وانطقه بجوابه بقوله قالوا بلى وعاهده على العبودية واولده على الفطرة وارسل اليه الرسل وانزل عليه الكتب ودعاه الى الحضرة ووعده الجنة وخوفه النار واظهر له الآيات والدلالات والمعجزات والكرامة الروحانية الخاصة ما كرم به انبياءه ورسله واولياء وعباده المؤمنين من النبوة والرسالة والولاية والايمان والاسلام والهداية الى الصراط المستقيم وهو صراط الله والسير الى الله وفى الله وبالله عند العبور على المقامات والترقى عن الناسوتيه بجذبات اللاهوتيه والتخلق باخلاق الالهية عند فناء الانانية وبقاء الهوية [امام قشيرى قدس سره فرموده كه مراد ازبنى آدم مؤمنا نند جه كافرا انرا بنص
{ من يهن الله فماله من مكرم } ازيتكريم هيج نصيبى نيست وتكريم مؤمنا بدانست كه ظاهر ايشانرا بتوفيق مجاهدات بياراست وباطن ايشانرا بتحقيق مشاهدات منورساخت] كما قال فى بحر العلوم الظاهر عندنا تكريمهم بالايمان والعمل الصالح بدليل قوله عليه السلام "ان المؤمن يعرف فى السماء كما يعرف الرجل اهله وولده وانه اكرم على الله من ملك مقرب" انتهى [محمد ابن كعب رضى الله عنه كفت كه كرامت آدميان بدانست كه حضرت محمد صلى الله عليه وسلم ازايشانست]

اى شرف دوده آدم بتو روشنئ ديده عالم بتو
كيست درين خانه كه خيل تونيست كيست برين خوان كه طفيل تونيست
ازتو صلايى بالست آمده نيست بمهمانئ هست آمده

{ وحملناهم } [وبرداشتيم ايشانرا وسوار كرديم] { فى البر } [دربيابان بر جهار بايان] { والبحر } [ودردريا بكشتيها] من حملته اذا جعلت له ما يركبه وليس من المخلوقات شئ كذلك.
وفى التأويلات النجمية اى عبرناهم عن بر الجسمانية وبحر الروحانية الى ساحل الربانية [ودر حقائق سلمى آمده كه كرامى صاختيم آدميانرا بمعرفت وتوحيد وبرداشتيم ايشانرا دبربر نفس وبحر قلب وكفته اند بر آنست كه ظهور دارد از صفات وبحر آنجه مستوراست ازحقائق ذات] { ورزقناهم } [وروى داديم ايشانرا] { من الطيبات } من فنون النعم المستلذة مما يحصل وبغير صنعهم كالسمن والزبد والتمر والعسل وسائر الحلاوى.
وفى التأويلات النجمية وهى المواهب الى طيبها من الحدوث فيطعم بها من يبيت عنده ويسقيه بها وهى طعام المشاهدات وشراب المكاشفات التى لم يذق منها الملائكة المقربون اطعم بها اخس عباده فى اوانى المعرفة وسقاهم بها فى كأسات المحبة افردهم بها عن العالمين ولهذا اسجد لهم الملائكة المقربين: قال المولى الجامى قدس سره

ملائك را جه سوداز حسن طاعت جوفيض عشق بر ادم فروربخت

> :وقال الحافظ

فرشته عشق نداندكه جيست قصة مخوان بخواه جام وكلابى بخاك آدم ريز

{ وفضلناهم } { وافزونى داديم ايشانرا] اى فى العلوم والادرا كات بما ركبنا فيه من القوى المدركة التى يتميز بها الحق من الباطل والحسن من القبيح { على كثير ممن خلقنا } وهم ما عدا الملائكة عليهم السلام { تفضيلا } عظيما فحق عليهم ان يشكروا نعم الله ولا يكفروها ويستعملوا قواهم فى تحصيل العقائد الحقة ويرفضوا ما هم عليه من الشرك الذى لا يقبله احد ممن له ادنى تمييز فضلا عمن فضل على من عدا الملأ الاعلى الذين هم العقول المحصنة وانما استثنى جنس الملائكة من هذا التفضيل لان علومهم دائمة عارية عن الخطأ والخلل وليس فيه دلالة على الافضلية بالمعنى المتنازع فيه فان المراد ههنا بيان التفضيل فى امر مشترك بين جميع افراد البشر صالحها وطالحها ولا يمكن ان يكون ذلك هو الفضل فى عظم الدرجة وزيادة القربة عند الله تعالى كما فى الارشاد.
وقال فى بحر العلوم فيه دلالة على ان بنى آدم فضلوا على كثير وفضل عليهم قليل وهو ابوهم آدم وامهم حواء عليهما السلام لما فيهما من فضل الاصالة على من تفرع منهما من سائر الناس لا الملائكة المقربون كما زعم الكلبى وابو بكر الباقلانى وحثالة المعتزلة والا يلزم التعارض بين الآيات وذلك ان الله امر الملائكة كلهم بالسجود لآدم على وجه التعظيم والتكريم ومقتضى الحكمة الامر للادنى بالسجود للاعلى دون العكس وايضا قال
{ وعلم آدم الاسماء كلها } فيفهم منه كل احد من اهل اللسان قصده تعالى الى تفضيل آدم على الملائكة وبيان زيادة علمه واستحقاقه التعظيم والتكريم وقال { ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين } والملائكة من جملة العالم فمحال ان تدل الآية التى نحن بصددها على ما زعموا من تفضيل الملك على البشر كلهم وايضا مما يدل على بطلان ما زعموا قول النبى صلىالله عليه وسلم "ان الله فضل المرسلين على الملائكة المقربين لما بلغت السماء السابعة لقينى ملك من نور على سرير فسلمت عليه فرد على السلام فاوحى الله اليه سلم عليك صفيى ونبيى فلم تقم اليه وعزتى وجلالى لتقومن فلا تقعدن الى يوم القيامة" انتهى.
وفى الاسئلة المقحمة المشهور من مذهب اهل الحق ان الانبياء افضل من الملائكة انتهى.
قال الكاشفى [علمارا در تفضيل بشر مباحث دور ودرازاست آنكه جمهور اهل سنت برآنند كه بنى آدم فاضل ترند از رسل ملائكة ورسل ملائكه افضلند از اولياى بنى آدم واولياى بنى آدم شريفترند ازاولياى ملائكة وصلحاى اهل ايمانرا افضل است برعوام ملائكة وعوام ملائكة بهترند از فساق مؤمنا].
وفى التأويلات النجمية { وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا } يعنى على الملائكة لانهم الخلق الكثير ممن خلق الله تعالى وفضل الانسان الكامل على الملك بانه خلق فى احسن تقويم وهو حسن استعداده فى قبول فيض نور الله بلا واسطة وقد ترفد به الانسان عن سائر المخلوقات كما قال تعالى
{ انا عرضنا الامانة } الى قوله { وحملها الانسان } والامانة هى نور الله كما صرح به فى قوله { الله نور السموات والارض } الى ان قال { نور على نور يهدى الله لنوره من يشاء } فافهم جدار واغتنم فان هذا البيان اعز من الكبريت الاحمر واغرب من عنقاء مغرب انتهى.
قال الكاشفى [وعلى الجملة اين آيت دليل فضيلت وجامعيت انسانست كه ازهمه مخلوقات مرآت صافى جهت انعكاسى صفات آلهى همه اوست وبس جنانجه ازمضمون اين ابيات حقائق سمات فهم توان فرمود]

مد آيينه جمله كون ولى همجون آيينه نكرده جلى
به نمودند درو بوجه كمال صورت ذو الجلال والافضال
زانكه بوداين تفرق عددى مانع از سر جامع واحدى
كشت آدم جلاى اين مرآت شدعيان ذات او بجمله صفات
مظهرى كشت كلى وجامع سر ذات از صفات از لامع
شد تفاصيل كون را مجمل بر مثال تعين اول
بوى اين دائره مكمل شد آخر اين نقطه عين اول شد