خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَآءٍ عَن ذِكْرِي وَكَانُواْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً
١٠١
-الكهف

روح البيان في تفسير القرآن

{ الذين } الموصول مع صلته نعت للكافرين او بدل ولذا لا وقف على عرضا كما فى الكواشى { كانت اعينهم } وهم فى الدنيا { فى غطاء } غلاف غليظ محاطة بذلك من جميع الجوانب. والغطاء ما يغطى الشئ ويستره. بالفارسية [برده وبوششي] { عن ذكرى } عن ذكرى عن الآيات المؤدية لاولى الابصار المتدبرين فيها الى ذكرى بالتوحيد والتمجيد كما قيل

ففى كل شئ له آية تدل على انه واحد
برك درختان سبز درنظر هوشيار هرورقى دفتريست معرفت كرد كار

{ وكانوا } مع ذلك { لا يستطيعون } لفرط تصاممهم عن الحق وكمال عداوتهم للرسول صلى الله عليه وسلم { سمعا } استماعا لذكرى وكلامى يعنى ان حالهم اعظم من الصمم فان الاصم قد يستطيع السمع اذا صيح به وهؤلاء زالت عنهم تلك ا لاستطاعة

جون توقرآن خوانى اى صدر امم كوش شانرا برده سازم ازصمم
جشماشنرا نيز سازم جشم بند تابينند وكلامت نشنوند

قال فى الارشاد وهذا تمثيل لاعراضهم عن الادلة السمعية كما ان الاول تصوير لتعاميهم عن الآيات المشاهدة بالابصار.
قال بعض الكبار كانت اعين نفوسهم فى غطاء الغفلة عن نظر العبرة واعين قلوبهم فى غطاء حب الدنيا وشهواتها عن رؤية درجات الآخرة ودركاتها واعين اسرارهم فى غطاء الالتفات الى الكونين عن شواهد المكون واعين ارواحهم فى غطاء تذكار ما سوى الله تعالى عن ذكر الله تعالى فاذا فتحت العين الباطنة بالمشاهدة فتحت العين الظاهرة بنظر الاعتبار وكذا السمع بظاهر السمع تابع لسمع الباطن ويدخل فى سماع كلام الحق سماع سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم وسير الصالحين.