خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَزْناً
١٠٥
-الكهف

روح البيان في تفسير القرآن

{ اولئك } المنعوتون بما ذكر من ضلال السعى مع الحسبان المزبور { الذين كفروا بآيات ربهم } بدلائله الداعية الى التوحيد عقلا ونقلا { ولقائه } بالبعث وما يتبعه من امور الآخرة على ما هى عليه { فحبطت } بطلت بذلك { اعمالهم } المعهودة حبوطا كليا فلا يثابون عليها { فلا نقيم لهم يوم القيامة } اى لاولئك الموصوفين بما مر من حبوط الاعمال { وزنا } اى فنزدرى بهم ولا نجعل لهم مقدارا واعتبارا [بلكه خوار ومبتذل خواهند بود] لان مداره الاعمال الصالحة وقد حبطت بالمرة وحيث كان هذا الازدراء من عواقب حبوط الاعمال عطف عليه بطريق التفريع واما ما هو من اجزية الكفر فسيجيئ بعد ذلك وفى الحديث "يؤتى بالرجل الطويل الاكول الشروب فلا يزن جناحه بعوضة" اى يوضع له قدر لخساسته وكفره وعجبه (اقرأوا ان شئتم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا) اى لا نضع لاجل وزن أعمالهم ميزانا لانه إنما يوضع لأهل الحسنات والسيئات من الموحدين ليتميز به مقادير الطاعات والمعاصى ليترتب عليه التكفير او عدمه لان ذلك فى الموحدين بطريق الكمية واما الكفر فاحباط للحسنات بحسب الكيفية دون الكمية فلا يوضع لهم الميزان قطعا.
وفى التأويلات النجمية لان وزن الاشخاص والاعمال فى ميزان القيامة انما يكون بحسب الصدق والاخلاص فمن زاد اخلاصه زاد ثقل وزنه ومن لم يكن فيه وفى اعماله اخلاص لم يكن له ولا لعمله وزن ومقدار كما قال تعالى
{ وقدمنا الى ما عملوا من عمل } اى بلا اخلاص { فجعلناه هباء منثورا } فلا يكون للهباء المنثور وزن ولا قيمة.