خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ٱلْمَالُ وَٱلْبَنُونَ زِينَةُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَٱلْبَاقِيَاتُ ٱلصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً
٤٦
-الكهف

روح البيان في تفسير القرآن

{ المال والبنون زينة الحياة الدنيا } الزينة مصدر فى الاصل اطلق على المفعول مبالغة كأنهما نفس الزينة والمعنى ان ما يفتخر به الناس لا سيما رؤساء العرب من المال والبنين شئ يتزينون به فى الحياة الدنيا ويفنى عنهم عن قريب. وبالفارسية [مال وبسران آرايش زندكانئ دنيا آمدندتوشه راه معاد جه باندك زمانى تلف وهدف زوال خواهد شد] وفى المثنوى

همجنين دنيا اكرجه خوش شكفت بانك هم زد بيوفايئ خويش كفت
كون مى كويد بيامن خوش بى ام وان فسادش كفت رو من لا شى ام
اى زخوبى بهاران لب كزان بنكر آن سردى وزردئ خزان
كودكى ازحسن شد مولاى خلق بعد فردا شد خرف رسواى خلق

{ والباقيات الصالحات } الباقيات اسم لاعمال الخير لا وصف ولذا لم يذكر الموصوف اى اعمال الخير التى تبقى ثمارتها ابدا لآباد من الصلاة والصوم واعمال الحج وسبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر ونحو ذلك من الكلم الطيب - روى - " انه عليه السالم خرج على قومه فقال { خذوا جنتكم } قالوا يا رسول الله أمن عدو حضر قال لا بل من النار قالوا وما جنتنا من النار قال سبحان الله" الى آخر الكلمات.
قال الكاشفى [بعض علما برانندكه باقيات صالحات بنات است كه بحكم هن ستر من النار سبب خلاص والدين باشند] وفى الحديث
"من ابتلى" الابتلاء هو الامتحان لكن اكثر استعمال الابتلاء فى المحن والبنات مما تعد منها لان غالب هوى الخلق فى الذكور "من هذه البنات بشئ" من بيانية مع مجرورها حال من شئ "فاحسن اليهن" فسر الشارح هنا الاحسان بالتزويج بالاكفاء لكن الاوجه ان يعمم الاحسان "كن له سترا من النار" لان احتياجهن اليه كان اكثر حال الصغر والكبر فمن يسترهن بالاحسان يجازى بالستر من النيران كما فى شرح المشارق لابن الملك { خير } من الفانيات الفاسدات من المال والبنين { عند ربك } اى فى الآخرة { ثوابا } عائدة تعود الى صاحبها { وخير املا } رجاء حيث ينال بها صاحبها فى الآخرة كل ما كان يؤمله فى الدنيا واما ما مر من المال والبنين فليس لصاحبه امل يناله.
والآية تزهيد للمؤمنين فى زينة الحياة الدنيا الفانية وتوبيخ للمفتخرين بها.
قال بعضهم لا ينجو من زينة الحياة الدنيا الا من كان باطنه مزينا بانوا رالمعرفة وضياء المحبة ولمعان الشوق وظاهره مزينا بآداب الخدمة وشرف الهمة وعلو النفس وتغلب زينة باطنه زينة حب الدنيا شوقا منه الى ربه وتغلب زينة ظاهره زينة الدنيا لان زينتها ازين.
وعن الضحاك عن النبى عليه السلام انه
"قيل يا رسول الله من ازهد الناس قال من لم ينس القبر والبلى وترك فضول زينة الدنيا وآثر ما يبقى على ما يفنى ولم يعد من ايامه غدا وعد نفسه من الموتى وفى الحديث قال الله تعالى يفرح عبدى المؤمن اذا بسطت له شيأ من الدنيا وذلك ابعد له منى ويحزن اذا قترت عليه الدنيا وذلك اقرب له منى ثم تلا عليه السلام هذه الآية { يحسبون انما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم فى الخيرات بل لا يشعرون }" ان ذلك فتنة لهم: قال الشيخ سعدى

يكى بارسا سيرت وحق برست فتادش يكى خشت زرين بدست
همه شب در انديشه كين كنج ومال درو تازيم ره نيابد زوال
دكر قامت عجزم ازبهر خواست نيايد بركس دوتا كرد وراست
سرابى كنم باى بستش رخام درختان سقفش همه عود خام
بكى حجره خاص ازبى دوستان درحجره اندر سرا بوستان
بفرسودم ازرقعه بررقعه دوخت تف ديكران جشم ومغزم بسوخت
ديكر زير دستان برندم خورش براخت دهم روح را برورش
بسختى بكشت اين نمد بسترم روم زين سبس عبقرى كسترم
خيالش حزف كرد وكاليوه رنك بمغزش فرو برده خرجنك جنك
فراغ مناجات وزارش نماند خور وخواب وذكر ونمازش نماند
بصحرا در آمد سراز عشوه مست كه جايى نبودش قرار نشست
بكى بر سر كور كل ميسرشت كه حاصل كند زان كل كور خشت
بانديشه لختى فرو رفت بير كه اى نفس كوته نظر بندكير
جه بندى درين خشت زرين دلت كه يك روز خشتى كنند از كلت
توغافل در انديشه سود ومال كه سرمايه عمر شد بايمال
بكن سرمه غفلت از جشم باك كه فردا شوى سهامه در جشنم خاك