خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَٱنْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي ٱلسَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً
٧١
-الكهف

روح البيان في تفسير القرآن

{ فانطلقا } اى ذهب موسى والخضر عليهما السلام على الساحل يطلبان السفينة واما يوشع فقد صرفه موسى الى بنى اسرائيل.
وقال الكاشفى [ويوشع برعقب ايشان ميرفت].
يقول الفقير وهو الظاهر فان تثنية الفعل انما هى لاجل الانتقال من قصة موسى مع يوشع الى قصته مع الخضر فكان يوشع تبعا لهما فلم يذكر ويدل على هذا قوله عليه السلام
"مرت بهم سفينة فكلموهم ان يحملوهم فعرفوا الخضر فحملوا بغير نول" على ما فى المشارق ولا مقتضى لرده الى بنى اسرائيل فان هارون عليه السلام كان معهم والله اعلم { حتى اذا ركبا } دخلا { فى السفينة }.
وقال فى الارشاد فى سورة هود معنى الركوب العلو على شئ له حركة اما ارادية كالحيوان او قسرية كالسفينة والعجلة ونحوهما فاذا استعمل فى الاول يوفر له حظ الاصل فيقال ركبت الفرس وان استعمل فى الثانى يلوح بمحلية المفعول بكلمة فى فيقال ركبت فى السفينة. وفى الجلالين { حتى اذا ركبا } البحر { فى السفينة } - روى- انهما مرا بالسفينة فاستحملا ملاحيها فعرفوا الخضر فحملوها بغير نول بفتح النون اى بغير اجرة { خرقها } ثقبها الخضر وشقها لما بلغوا اللج اى معظم الماء حيث اخذ فاسا فقلع بغتة اى على غفلة من القوم من الواحها لوحين مما يلى الماء فجعل موسى يسد الخرق بثيابه واخذ الخضر قدحا من زجاج ورقع به خرق السفينة اوسده بخرقة - روى - انه لما خرق السفينة لم يدخلها الماء.
وقال الامام فى تفسيره والظاهر انه خرق جدارها لتكون ظاهرة العيب ولا يتسارع الى اهلها الغرق فعند ذلك { قال } موسى منكرا عليه { أخرقتها } يا خضر { لتغرق اهلها } فان خرقها سبب لدخول الماء فيها المضى الى غرق اهلها وهم قد احسنوا بنا حيث حملونا بغير اجرة وليس هذا جزاءهم فاللام للعاقبة.
وقال سعدى المفتى ويجوز ان يحمل على التعليل بل هو الانسب لمقام الانكار { لقد جئت } اى اتيت وفعلت { شيئا امرا }[جيزى شكفت وشنيع وبر دل كران].
قال فى القاموس امرا امر منكر عجب.
ومن بلاغات الزمخشرى كم احدث بك الزمان امرا امرا كما لم يزل يضرب زيد عمرا اى كما ثبت دوام هذه القصة.
قال فى الاسئلة المقحمة كان من حق العلم الواجب عليه الانكار بحكم الظاهر الا انه كان يلزم مع ذلك التوقف وقت قلب العادة: قال الحافظ

مزن زجون جرادم كه بنده مقبل قبول كردبجان هرسخن كه جانان كفت