خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَآءً خَفِيّاً
٣
-مريم

روح البيان في تفسير القرآن

{ اذ نادى ربه نداء خفيا } ظرف لرحمة ربك. والمعنى بالفارسية [جون ندا كرد وبخواند بروردكار خودرا درمحراب بيت المقدس بعد ازتقريب قربان وخواندن بنهان] ولقد راعى عليه السلام حسن الادب فى دعائه فانه مع كونه بالنسبة اليه تعالى كالجهر ادخل فى الاخلاص وابعد من الرياء واقرب الى الخلاص من غائلة مواليه الذين كان يخافهم فانه اذا اخفى لم يطلعوا عليه ومن لوم الناس على طلب الولد لتوقفه على مبادى لا يليق به تعاطيها وقت الكبر والشيخوخة وكان سنه وقتئذ تسعا وتسعين على ما اختاره الكاشفى.
فان قلت شرط النداء الجهر فكيف يكون خفيا. قلت دعا فى الصلاة فاخفاه.
يقول الفقير النداء وان كان بمعنى الصوت لكن الصوت قد يتصف بالضعف ويقال صوت خفى وهو الهمس فكذا النداء وقد صح عن الفقهاء ان بعض المخافتة يعد من ادنى مراتب الجهر وتفصيله فى تفسير الفاتحة للفنارى.
ولى فيه وجه خفى لاح عند المطالعة وهو ان النداء الخفى عند الخواص كالذكر الخفى هو ما خفى عن الحفظة فضلا عن الناس لا يخفض به الصوت والوجه فى عبارة النداء الاشارة الى شدة الاقبال والتوجه فى الامر المتوجه كما هو شأن الانبياء ومن له بهم اسوة حسنة من كمل الاولياء.