خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالَ سَلاَمٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّيۤ إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً
٤٧
-مريم

روح البيان في تفسير القرآن

{ قال } ابراهيم وهواسئناف بيانى { سلام عليك }[سلام برتو يعنى ميروم ووداع ميكنم] فهو سلام مفارقة لاسلام لطف واحسان لانه ليس بدعاء له كقوله { سلام عليكم لا نبتغى الجاهلين } على طريقة مقابلة السيئة بالحسنة ودل على جواز متاركة المنصوح اذا اظهر اللجاج. والمعنى سلمت منى لا اصيبك بمكروه بعد ولا اشافهك بما يؤذيك ولكن { سأستغفر لك ربى } السين للاستقبال او لمجرد التأكيد اى استدعيه ان يغفر لك بان يوفقك للتوبة ويهديك الى الايمان كما يلوح به تعليل قوله { واغفر لابى } بقوله { انه كان من الضالين } والاستغفار بهذا المعنى للكافر قبل تبيين انه يموتعلى الكفر مما لا ريب فى جوازه وانما المحظور استدعاؤه له مع بقائه على الكفر فانه مما لا مساغ له عقلا ولا نقلا واما الاستغفار له بعد موته على الكفر فلا يأباه قضية العقل وانما الذى يمنعه السمع ألا يرى الى انه عليه السلام قال لعمه ابى طالب "لا ازال استغفر لك ما لم أنه عنه" فنزل قوله تعالى { ما كان للنبى والذين آمنوا ان يستغفروا للمشركين } الآية ولا اشتباه فى ان هذا الوعد من ابراهيم وكذا قوله { لاستغفرن لك } وما ترتب عليهما من قوله { واغفر لابى } انما كان قبل انقطاع رجائه عن ايمانه لعدم تبين امره { فلما تبين له انه عدو لله تبرأ منه } { انه كان بى حفيا } اى بليغا فى البر والالطاف يقال حفيت به بالغت وتحفيت فى اكرامه بالغت.